يديه الشريفتين
وذراعيه
وُصِف صلى الله عليه وسلم بأنه: كان شَـثْنُ
الكفين –
أى غليظ أصابعهما بلا قصر ولا خشونة
–
وبأنه عَبل الذراعين؛ أى ضخمهما، قال الإمام علىُّ كرم الله وجهه: (كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم شَثْنُ الكفِّين سَائل الأطراف سَبْط القَصَب) رواه
الترمذى، وسائل الأطراف: قال ابن الإنبارى يريد أنه طويل الأصابع، وسَبْط
القَصَب: أى الممتد الساعدين والساقين بغير نتوء ولا تعقد.
وروى عن هند بن أبى هالة: (كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم أشعر الذراعين؛ طويل الزِّندين؛ رَحب الرَّاحَة) والزندان: هما
عظما الذراعين، ورحب الراحة: أى واسع الكف؛ ويكنى العرب بذلك عن السخاء والكرم،
وعن ابن أبى خثيمة قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبل العَضُدَيْن
والذراعين طويل الزندين وكان معمر الأوصال سَبط القَصب؛ كأن أصابعه قضبان
الفضة) رواه ابن الضحاك.
وكذلك وُصِف كفيه صلى الله عليه وسلم بأنهما ألين
من الخز؛ وكما روى فى البخارى عن أنس رضى الله عنه قال: (ما مسست حريراً ولا
ديباجاً قط ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقال يزيد بن الأسود رضى
الله عنه: (ناولنى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فإذا هى أبرد من الثلج
وأطيب ريحاً من المسك) رواه الشيخان، وأُصِيبَ عائذ بن عمرو فى وجهه يوم حنين
فسال الدم على وجهه وصدره، فمسح النبى صلى الله عليه وسلم الدم بيده عن وجهه
وصدره ثم دعا له، فكان أثر يده عليه الصلاة والسلام إلى منتهى ما مسح من صدره:
غُرَّة سائلة كغُرَّة الفَرَس - أى أثر المسح بياض ممتد كما فى غُرّة الفرس -
رواه الحاكم، وقال جابر بن سمرة: (مسح رسول الله خدى فوجدت ليده بردا وريحا
كأنما أُخرِجَت من جُؤْنَة عطَّار) رواه مسلم، وعن أبى زيد الأنصارى قال: (مسح
عليه الصلاة والسلام بيده على رأسى ولحيتى ثم قال: اللهم جَمِّلهُ..، قال
الراوى عنه: فبلغ بضعاً ومائة سنة وما فى لحيته بياض وكان منبسط الوجه ولم
ينقبض وجهه حتى مات) رواه البيهقى.
أما إبطيه:
فقد ورد عن جماعة من الصحابة ومنهم أنس أنه رأى صلى الله عليه وسلم يرفع يديه
فى الدعاء حتى يُرَى بياض عفرة إبطيه. وعن رجل من بنى حريش رضى الله عنه قال:
(ضَمَّنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسَال علىَّ من عرق إبطيه مثل ريح
المسك) رواه البزار. ومن خصائصه عليه الصلاة والسلام أن الإبط من جميع الناس
متغير اللون غيره هو صلى الله عليه وسلم قاله الطبرى، وزاد صاحب الإبريز: أن
إبطه الشريف صلى الله عليه وسلم لا شعر عليه يُنتَف بل فيه شئ قليل جدا وهى
"العُفرة" أى بياض يخالطه سواد قليل. وسبب قلة الشعر فى إبطه الشريف صلى الله
عليه وسلم أن الشعر خرج إلى أعلى الصدر والمنكبين فكان صلى الله عليه وسلم أشعر
الموضعين الكريمين، فلذا قل شعر الإبطين الشريفين.
|