الجود والكرم والسخاء والسماحة

وكان صلى الله عليه وسلم لا يُبَارى فى هذه الأخلاق الكريمة كما وصفه كل من عرفه، وروى البخارى عن جابر بن عبد الله أنه قال: "ما سُئِل النبى صلى الله عليه وسلم عن شئٍ فقال لا" وعن أنس رضى الله عنه أن رجلاً سأله صلى الله عليه وسلم فأعطاه غنماَ بين جبلين، فرجع إلى بلده وقال: " أَسْلِموا فإن محمداً يُعطِى عطاءَ من لاَ يَخْشَى فَاقة" وأعطى صلى الله عليه وسلم غير واحدٍ مائة من الإبل وأعطى "صفوان" مائة ثم مائة ثم مائة، وهذه كانت حاله صلى الله عليه وسلم قبل أن يُبْعَث، ولذا قال له ورقة بن نوفل: إنك تحمل الكلَّ وتكسب المعدوم. وقال أنس رضى الله عنه: كان النبى صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئاً لغد، وحُمِل إليه صلى الله عليه وسلم تسعون ألف درهم فوضعت على حصير ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلاً حتى فرغ منها، وجاء رجل فسأله فقال صلى الله عليه وسلم: (مَا عِنْدِى شَئُ وَلَكِنْ ابْتَغِى عَلَىَّ فَإِذَا جَاءَنَا شَئٌ قَضَيْنَاهُ) - أى تسلَّف من أى إنسان ويكون دينك علىّ - فقال له عمر رضى الله عنه: "ما كلفك الله ما لا تقدر عليه"، فكره النبى صلى الله عليه وسلم ذلك، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله أنفق ولا تخف من ذى العرش إقلالاً، فتبسم النبى صلى الله عليه وسلم وعُرِف البِشْرُ فى وجهه وقال: (بهذَا أُمِرتُ) ذكره الترمذى، وعن أبى هريرة رضى الله عنه: أتى رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم يسأله؛ فاستسلف له رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف وَسَق، فجاء الرجل يتقاضاه فأعطاه وَسَقاً وقال: نصفه قضاء ونصفه نائل. وأخبار جوده وكرمه لا تحصى صلى الله عليه وسلم.  

الشجاعة والنجـدة

وكان النبى صلى الله عليه وسلم منها بالمكان الذى لا يُجهَل، وما من شجاعٍ إلاَّ وقد أُحصِيَت له فَرَّة وحُفِظت عنه جَولة..؛ سِوَاه صلى الله عليه وسلم: إذ كان ساعة البأس والمواقف الصعبة ثابتاً لا يبرح، ومقبلاً لا يُدبِر ولا يتزحزح، وقد روى البخارى عن البراء بن عازب رضى الله عنه أنه سأله رجل: أفررتم يوم حنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَفِرّ، ثم قال: لقد رأيته صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء؛ وأبو سفيان بن الحارث آخِذاً لجامها والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: " أَنَا النَّبِى لاَ كَذِبُ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِب"، فما رؤى يؤمئذٍ أحدٌ كان أشد منه صلى الله عليه وسلم.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب لم يقم لغضبه شئ ولا يغضب إلا لله، قال ابن عمر رضى الله عنهما: (ما رأيت أشجع ولا أنجد ولا أجود ولا أرضى من رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقال على رضى الله عنه: (إنَّا كنا إذا اشتد  البأس واحمرَّت الحدق اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه صلى الله عليه وسلم، ولقد رأيتنى يوم بدر ونحن نلوذ بالنبى صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذٍ بأساً) وقيل كان الشجاع هو الذى يقرب منه صلى الله عليه وسلم إذا دنا العدو لقربه منه، وعن أنس رضى الله عنه قال: (كان النبى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس، لقد فزع أهل المدينة ليلة فانطلق ناس قِبَل الصوت فتلقَّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً قد سبقهم إلى الصوت واستبرأ الخبر على فرس لأبى طلحة عرى، والسيف فى عنقه وهو يقول: لن تراعوا) وقال عمران بن حصين رضى الله عنهما: (ما لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب).

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع