الحياء والإغضاء

كان النبى صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً وأكثرهم عن العورات اغضاءً، قال تعالى: ﴿ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِى النَّبِىَّ فَيَسْتَحْىِ مِنكُمْ وروى البخارى عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياءً من العذراء فى خُدْرِها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه فى وجهه). وكان صلى الله عليه وسلم لطيف البشرة رقيق الظاهر لا يُشَافِه أحداً بما يكرهه حياءً وكرم نفس. وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن أحد ما يكرهه لم يقل ما بال فلان يقول كذا كذا ولكن يقول صلى الله عليه وسلم ما بال أقوام يصنعون أو يقولون كذا، ينهى عنه ولا يُسَمِّى فاعله). وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها فى الصحيح: (لم يكن النبى صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحِّشاً ولا صخاباً بالأسواق، ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح)، وقد حكى مثل هذا الكلام فى صفته صلى الله عليه وسلم فى التوراة، وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان من حيائه لا يُثَبِّتُ بصره فى وجه أحد، وأنه كان يُكَنِّى عما اضْطَرَّه الكلام إليه مما يكره.  

حسن عشرته وأدبه وبسط خلقه

وكان هذا منه صلى الله عليه وسلم مع أصناف الخلق كلهم أقرباء وغرباء، وقال الإمام على رضى الله عنه فى وصفه صلى الله عليه وسلم: (كان أوسع الناس صدراً وأصدق الناس لهجةً وأليَنهم عَريكة وأكرمهم عِشْرة. وكان صلى الله عليه وسلم يؤلِّف الناس ولا يُنَفِّرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحدٍ منهم بشرِّه ولا خُلُقه، ويتفقد أصحابه، ويعطى كل جُلسَائه نصيبه؛ لا يَحسَب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، ومن جالسه أو قاربه لحاجة: صابره حتى يكون هو المنصرف عنه، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول. وقد وسع الناس بسطه وخُلقه فصار لهم أباً وصاروا عنده فى الحق سواء، كما وصفه هند بن أبى هالة، وقال أيضاً عنه صلى الله عليه وسلم إنه كان دائم البشر، سهل الخُلق، لَـيِّن الجانب، ليس بفظٍّ ولا غليظ ولا صَخَّاب ولا فَحَّاش ولا عَيَّاب ولا مَدَّاح، يتغافل عما لا يَشتهِى، ولا يُؤَيِّسُ منه راجيه.

وكان صلى الله عليه وسلم يُجيبُ من دعاه ويقبل الهدية ويكافئ عليها: قال أنس (خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لى أُفٍّ قطّ، ولا قال لشئ صنعته "لِمَ صَنعتَهُ"، ولا لشئ تركته "لِمَ تَرَكتَهُ") وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: (ما كان أحدٌ أحسن خُلُقاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما دعاه أحدٌ من أصحابه ولا أهل بيته إلا قال: لَبَّيْكَ) وكان صلى الله عليه وسلم يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجلسهم فى حِجْره، ويجيب دعوة الحُرِّ والعبد والأمة والمسكين، ويعود المرضى فى أقصى المدينة، ويقبل عذر المعتذر. وكان صلى الله عليه وسلم يبدأ من لقيه بالسلام ويبدأ أصحابه بالمصافحة، ولم يُرَ قطّ ماداً رِجلَيْه بين أصحابه حتى لا يُضَيِّقُ بهما على أحد، يكرم من يدخل عليه وربما بسط له ثوبه ويؤثره بالوسادة التى تحته ويعزم عليه فى الجلوس عليها إن أبى..، ويُكَنِّى أصحابه ويدعوهم بأحب أسمائهم تكرمةً لهم، ولا يقطع على أحدٍ حديثه حتى يتجوَّز فى كلامه فيقطعه بنهى أو قيام أو إعراض. وروى أنه كان  لا يجلس إليه أحد وهو يصلِّى إلا خَفَّف صلاته وسأله عن حاجته فإذا فرغ عاد إلى صلاته.

وكان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تبسُّماً وأطيبهم نفساً قال عبد الله بن الحارث: ما رأيتُ أحداً أكثر تَبسُّماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أنس رضى الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشدِّ الناس لطفاً، والله ما كان يمتنع فى غَداةٍ باردة من عبدٍ ولا من أمة ولا صبى أن يأتيه بالماء فيغسل وجهه وذراعيه..، وما سأله سائلٌ قطّ إلا أصغى إليه أُذُنَه فلم ينصرف حتى يكون هو الذى ينصرف عنه، وما تناول أحدٌ يده صلى الله عليه وسلم إلا ناوله إياها؛ فلم ينزع حتى يكون هو الذى ينزعها منه.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع