وكان خُلُق نبينا على الانتهاء فى كمال هذه الأخلاق والاعتدال فى غايتها حتى أثنى الله تعالى عليه بذلك وقال: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم وهو وصف لم يصفه لأحد من قبله، وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها "كان خُلُقهُ القرآن: يرضى لرضاه ويسخط لسخطه"، وقال صلى الله عليه وسلم: (بُعِثْتُ لأُتَمِّمِ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ) وقال أنس: "كان رسولُ الله أحسنَ الناس خُلُقاً" وكان فيما ذكره المحققون مجبولاً على هذه الأخلاق الشريفة فى أصل خلقته وفطرته، ولم تحصل له باكتساب ولا برياضة إلا بجود إلهى وخصوصية ربانية؛ فهكذا ميزه الله حتى على سائر الأنبياء سلام الله عليهم، وقد حكى أهل التفسير أن آمنة بنت وهب أُمُّ النبى أخبرت أنه عليه الصلاة والسلام وُلِد حين ولد باسطاً يديه إلى الأرض رافعاً رأسه إلى السماء.

ولم تجتمع كل هذه الخصال فى أحدٍ وبلغت فيه غاياتها القصوى إلى ما لا يأخذه حَصرٌ ولا يُعَبِّر عنه مقال مثلما كانت فى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا أمر لا يُنَال بكَسبٍ ولا حيلة؛ إلا بتخصيص الله له بفضيلة النبوة والرسالة والمحبة والاصطفاء التام على العالمين.

ونورد هنا بعضاً من صفات خُلُقه العظيم صلى الله عليه وسلم مما ذكره مشاهير العلماء الثقات مثل الحكيم الترمذى، والحافظ الأصبهانى، والإمام الماوردى، والقاضى عياض، والشيخ محيى الدين بن عربى، والشيخ عبد العزيز الديرينى، والإمام ابن الحاج العبدرى، والشيخ عبد الكريم الجيلى، والملا على القارى رضوان الله عنهم أجمعين.

ومن هذه الأخلاق الحميدة والآداب الشريفة التى كانت له صلى الله عليه وسلم:

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع