دخول الكعبة

وروى أنس رضى الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم وضع رأسه تواضعاً لله لما رأى ما أكرمه الله تعالى به من الفتح حتى أن رأسه لتكاد تمس رَحْله شكراً وخضوعاً لعظمته تعالى أن أحلَّ له بلده ولم يُحِلُّه لأحدٍ من قبله ولا لأحدٍ بعده، وكان على رأسه صلى الله عليه وسلم عمامة سوداء كما قال أنس رضى الله عنه، ولما كان الغد من يوم الفتح قام عليه الصلاة والسلام خطيباً فى الناس وكان مما قاله: (إِنَّ اللهَ حَرَّمَ مَكَّةَ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ فَهِىَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلىَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ فَلاَ يَحِلُّ لامْرِئٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ يُسْفِكَ بِهَا دَماً أَوْ يَعْضُد بِهَا شَجَرَةً فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ فِيهَا لِقِتَالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُولُوا إِنَّ اللهَ قَدْ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ؛ وَإِنَّمَا أُحِلَّتْ لِى سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا اليَوْمَ كَحُرْمَتِهَا بِالأَمْسِ .. ثم قال: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشِ مَا تَرَوْنَ أَنِّى فَاعِلٌ فِيكُمْ؟ قالوا: خَيْراً، أَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ أَخٍ كَرِيمٍ، قال: اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءِ)، أى الذين أُطْلِقُوا فلم يُسْتَرَقُّوا ولم يؤسروا.

وروى أبو نعيم والبيهقى أنه لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أخذ يطعن الأصنام التى حول الكعبة بمحجنه - عصاه - ويقول: جاء الحق وزهق الباطل، فيخر الصنم ساقطاً مع أنها كانت مثبتة بالحديد والرصاص، وكانت ثلاثمائة وستين صنماً، ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم بعثمان بن طلحة وكان مفتاح الكعبة عنده يتوارث الاحتفاظ به عن أسلافه، فأمره صلى الله عليه وسلم أن يأتيه بالمفتاح فأتاه به، فأخذه منه وفتح به، ثم دفعه إليه وقال: (خُذُوهَا خَالِدَةً تَالِدَة لاَ يَنْزَعُهَا مِنْكُمْ إِلاَّ ظَالِمُ، يَا عُثْمَانُ إِنَّ اللهَ اسْتَأمَنَكُمْ عَلَى بَيْتِهِ فَكُلُوا مِمَّا يَصِلُ إِلَيْكُمْ مِنْ هَذَا الْبَيْتِ بِالمَعْرُوفِ).

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع