بحيرة الراهب

وكان لهذا الدير بابان: أحدهما قصير جداً والآخر عالٍ طويل، وقد وضعوا قبالة الباب القصير من داخل الكنيسة أصناماً وتماثيل، فإذا دخل الداخل انحنى وسجد مرغماً لهذه الأصنام وللتماثيل المعلقة بالكنيسة، وقد كانت من علامات دخول النبى صلى الله عليه وسلم لهذا الدير عند بحيرا أن يعلو له هذا الباب المنخفض ويهبط له الطويل كى لا يسجد لصنم ولا ينحنى لتمثال.

فاجتمع القوم إلى بحيرا والتقوا على مأدبته وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحالهم ومعه ميسرة، فلما لم يجد بحيرا شيئاً قد حدث من علامات دخوله صلى الله عليه وسلم فى بابىْ الدير نادى فيهم قائلاً: "يا سادات العرب هل بقى من جمعكم أحدٌ لم يحضر مأدبتى ويأكل من وليمتى؟ فقال أبو جهل: ما تخلف منا إلا يتيم أجير على بعض نساء قومنا من أهل مكة. فما استتم كلامه حتى لطمه أسد الله حمزة بن عبد المطلب وقال له: يا وغد الأنام ويا أبتر الكلام هلاَّ قلت: "تأخر عنا سراجنا المضيئ والقمر الطالع ذو الضياء اللامع: محمد بن عبد الله الصادق الأمين !! والله إنه لعار علينا أن تركناه فى رحالنا ولكنَّا قد خلَّفناه على أموالنا وتجارتنا ولم يكن فى قافلتنا هذه بآمن منه ولا أصدق، وقد أخَّرناه عند أموالنا لأنه حفيظ الأمانة من كلِّنا.

فتهلل الراهب بحيرا بهذه البشارة وأرسل أحد أبنائه ليأتى به صلى الله عليه وسلم إلى الدير، فلما دخل النبى صلى الله عليه وسلم من بابه القصير أمر الله أعمدة الباب أن ترتفع وتطول حتى يدخل النبى صلى الله عليه وسلم منتصب القامة مرفوع الهامة غير منحنياً لصنم ولا ساجدا لتمثال، فلما دخل على القوم والرهبان قاموا كلهم إجلالاً وهيبة وإكراماً وأجلسوه فى وسطهم فى أرفع مكان.

 

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع