|
رحلة الشام
فجاءته خديجة ليعبر لها رؤياها التى أرَّقتها: وأنها رأت رجلاً على فرسٍ من
نورٍ؛ يرفل بالرِّكَابِ؛ صفته كذا وكذا. فقال لها ورقة: " بُشراك با بنت أخى؛
اعلمى أنك ستتزوجين خير خلق الله جميعاً، وهو الذى رأيته فى المنام، وهو نبى
هذه الأمة وكاشف الغمة المبعوث رحمة للعالمين سيد العرب والعجم أجمعين "محمد بن
عبد الله " المذكور فى التوراة والإنجيل وكل الكتب السماوية، وقد آثرك الله
بفضله فستكونين له الزوجة التى ينجب منها كل أولاده وذريته".
ثم أنشأ ناظماً هذه الأبيات:
|
لَجَجْتُ وَكُنتُ فِى الذِّكْرَىَ لَجُوجاً |
|
لِهَـمٍّ طَـالَمَا بَعَـثَ النَّشِـيجَ |
|
وَوَصْـفٍ مِنْ خَدِيِجَةِ بَعْدَ وَصْفٍ |
|
فَقَـدْ طَـالَ انْتِظَـارِى يَاخَدِيجَا |
|
بِبَطْـنِ الْمَكَّتَيْـنِ عَـلَىَ رَجَـائِى |
|
يثُـكِ أَنْ أَرَى مِنْـهُ خُـرُوجَا |
|
وَيَظْهَـرُ فِى البِـلاَدِ ضِيـاءُ نُورٍ |
|
يُقِيـمُ بِـهِ البَـرِيَّةَ أَنْ تَمُـوجَ |
|
فَيَالَيتَـنِى إِذَا مَـا كَـانَ ذَاكُـمْ |
|
شَهِـدْتُ فَكُنـتُ أَوَّلَهُمْ وُلُوجَا |
ثم طلب منها أن ترجو له النبى صلى الله عليه وسلم يوم تُزَف إليه أن يجعله من
أمته.
وحين سمعت خديجة ذلك منه وعلمت بشرفه ودلالاته وبراهينه وأنه نبى كريم تولَّع
قلبها فى حب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
وجعلت تترقب أخبار ظهوره ولمعات بروق
نبوته.
|
