رحلة الشام

روى ابن سعد وابن السَّكَن وأبو نُعَيم عن نَفيسَة بنت مُنْيَة فى خبر سفر رسول الله  صلى الله عليه وسلم إلى الشام للتجارة أنها قالت: (لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة وليس له بمكة اسمٌ إلا "الأمين" لِمَا تكامل فيه من خِصال الخير قال له أبو طالب: "يا ابن أخى أنا رجلٌ لا مالَ لى ولا ثروة وقد اشتد الزمان علينا وألحت علينا سنون منكرة وليست لنا مادة ولا تجارة، وهذه عِير قومك قد حضر موعد خروجها إلى الشام وخديجة بنت خويلد تبعث رجالاً من قومك فى عيرانها فيتجرون لها فى مالها ويصيبون منافع لهم، فلو جئتها وعرضت نفسك عليها لأسْرَعَتْ إليك وفضَّلتك على غيرك لما يبلغها عنك من طهارتك، وإن كنتُ أكره أن تأتى الشام وأخاف عليك من اليهود ولكن لا نَجِد من ذلك بُدَّا).

قال البكرى: وكانت خديجة بنت خويلد امرأة ذات شرف ومال كثير وهى أغنى أهل مكة كلها آنذاك، وكان لها فى كل قبيلة من قبائل العرب عددٌ من النوق وجانب من الغنم والخيل يقوم عليهم العبيد والجوارى يرعونها فى الفلوات مع فرقة من العرب، وأعطتهم البيوت وزوجت العبيد بالجوارى فجعلوا يتوالدون العبيد والخيل والأغنام والنوق حتى صار لها من المال أربعون ألفاً من الجمال وخمسة وعشرون ألف ناقة، وقد فرقت الجمال للتجار فى بلاد الشام والعراق وعُمَان وأعطتهم الوكلاء والعبيد والغلمان.

وكانت السيدة خديجة من أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً، تزوجت برجلين من أعظم الشرفاء وأغنى أهل مكة فماتا عنها؛ أحدهما: "عتيق بن عابد بن عمرو المخزومى" ثم تزوجها بعده "أبو هالة بن زرارة بن النباش التميمى"، ولما ماتا ورثت عنهما أموالاً كثيرة، وخطبها من بعد ذلك أغلب أشراف قريش وساداتها لكنها أبت الزواج ولم ترغب فى أىٍّ منهم، إلى أن رأت فى منامها رؤيا عظيمة أهالتها فأقبلت مسرعة إلى عمها ورقة بن نوفل بن أسد وكان نصرانياً قد تتبع كتب الأنبياء وقرأ فى صحف إبراهيم وفى التوراة والإنجيل، وعلمه من علم الأولين؛ وكان عالما بصفات النبى صلى الله عليه وسلم التى وردت فيها.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع