رحلة الشام

وكانت خديجة امرأة تاجرة حازمة ذات مال وتجارة تبعث بها إلى الشام، وكانت تستأجر الرجال على مالها وتضاربهم إياه بشئ تجعله لهم؛ بعد أن تأخذ عليهم الضمانات والصكوك الكافية لذلك، وكانت قريش قوماً تجاراً ومن لم يكن تاجراً من قريش فليس عندهم بشئ، فذهب وفد سادات قريش وفيهم أعمام النبى صلى الله عليه وسلم إلى بيت السيدة خديجة بنت خويلد ليقترضوا منها الأموال التى يشتغلون بها فى التجارة كعادتهم، وكانت لها دار فسيحة عالية البنيان تكاد تسع كل أضياف مكة، وكان بها لخديجة غرفة كبيرة تجلس فيها مع نساء قومها وتكلم الرجال القادمون إليها من وراء حجاب، وحين دخل إليها عمىَّ النبى صلى الله عليه وسلم حمزة والعباس رضى الله عنهما، وبعد أن أتَمَّا قرضهما وقدَّما ضمانهما من الجمال والنياق وكتبا لها الصكوك والأوراق، حدثها عمه العباس فى أمر خروج ابن أخيه "محمد بن عبد الله" صلى الله عليه وسلم معهما للتجارة فى رحلة الشام فهما لا يقدران على تركه وراءهما لحرصهما الشديد عليه بعد موت أبيه وأمه، وطلبا منها أن تجعل له نصيباً من الأموال ليتاجر بها لها كسائر القوم؛ وهم كافلوه فى ذلك وضمناؤه، فخفق قلبها حين سمعت اسم محمد صلى الله عليه وسلم وتذكرت تأويل رؤياها ووعدها الموعود فقالت: "ما علمت أنه يريد هذا" ثم أرسلت إليه صلى الله عليه وسلم فقالت: "إنه دعانى إلى البعثة إليك ما بلغنى من صدق حديثك وعظم أمانتك وكرم أخلاقك وأنا أعطيك ضعف ما أعطى رجلا من قومك" فقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، ولقى أبا طالب فذكر له ما حدث؛ فقال: إن هذا لرزقٌ ساقه الله إليك.

فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غلامها ميسرة وكان ذلك لأربع عشرة ليلة من ذى الحجة من العام الخامس والعشرين من الفيل، وقالت خديجة لميسرة: "لا تعص له أمرا ولا تخالف له رأيا".

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع