اختصاصه بأنه خاتم
الأنبياء، وبأن شرعه ناسخ لجميع الشرائع قبله وأنه لو أدركه الأنبياء لوجب
عليهم إتِّبَاعه
قال تعالى
﴿مَا
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللهِ
وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ وقال جل شأنه
﴿وَأَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ﴾
قال تعالى
﴿هُوَ
الَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى
الدِّينِ كُلِهِ﴾
وقد استدل ابن سُبَع بالآيتين السابقتين على أن شرعه صلى الله عليه وسلم ناسخ
لكل شرع قبله، وورد فى حديث له صلى الله عليه وسلم: (والَّذِى نَفسِى بيَدِهِ
لَوْ أنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا الْيَوْمَ مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ
يَتَّبِعَنِى) أخرجه أبو نعيم.
اختصاصه أن فى كتابه الناسخ والمنسوخ
قال تعالى
﴿مَا
نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾
وليس فى سائر الكتب مثل ذلك، ولذا كان اليهود ينكرون النسخ، والسِّر فى ذلك أن
سائر الكتب نزلت دفعة واحدة فلا يُتصَور أن يجتمع الناسخ والمنسوخ فيها، لأن
شرط الناسخ من الآيات أن يتأخر نزوله عن المنسوخ.
اختصاصه صلى الله عليه
وسلم بعموم دعوته للناس كافة على مر الأزمان بعده، وأنه أكثر الأنبياء تابعاً
بإرساله إلى الجنّ بالإجماع، وإلى الملائكة فى قول
قال تعالى:
﴿وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ﴾
وعنه صلى الله عليه وسلم: (كَانَ النَّبِىُّ يُبْعَثُ إِلىَ قَوْمِهِ خَاصَةً
وَبُعِثْتُ إِلىَ النَّاسِ عَامَّةً) وفى البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما
قال: قال صلى الله عليه وسلم: (كَانَ النَبِىُّ يُبْعَثُ إِلىَ خَاصَةِ
قَوْمِهِ وَبُعِثْتُ أَنَا إِلىَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ) وأخرج ابن سعد عن الحسن
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنَا رَسُولُ مَنْ أدْرَكْتُ حَيًّا
وَمَنْ يُولَد بَعْدِى) وأخرج مسلم عن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (أنَا أَكْثَرُ الأَنْبِيَاءِ تَابِعاً) وأخرج ابن سعد عن خالد
بن معدان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُعِثْتُ إِلىَ النَّاسِ
كافة؛ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِى فَإِلىَ العَرَبِ، فَإِنْ لَم
يَستَجِيبُوا لِى فَإِلىَ قُرَيْش، فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لِى فَإِلىَ
بَنِى هَاشِمِ، فَإِنْ لَمْ يَستَجِيبُوا لِى فَإِلىَّ وَحْدِى) وأخرج مسلم عن
أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا صُدِّقَ نَبِىٌّ
مِنَ الأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْتُ؛ إِنَّ مِنَ الأنْبِيَاءِ مَنْ لَمْ
يُصَدِّقْهُ إِلاَّ الرَّجُلُ الوَاحِدُ).
أما بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الملائكة فاختُلِف فيها، ورجح السبكى أنه
مبعوث إليهم، ويُستَدل له بما أخرجه عبد الرازق عن عكرمة قال: (صفوف أهل الأرض
على صفوف أهل السماء، فإذا وافق آمين فى الأرض آمين فى السماء غُفِر للعبد).
|