شعره الشريف ولحيته
وصفه أنس رضى الله عنه فقال: (كان شعر رسول الله
صلى الله عليه وسلم شعر بين شعرين، لا رَجْل سَبْط ولا جَعْدٍ قَطَط وكان بين
أذنيه وعاتقه) والسبط هو الشديد النعومة، والقطط هو الشديد التجعيد، أى كان
وسطاً بين أنواع الشعر المختلفة ويميل للنعومة، قال على بن حُجْر رضى الله
عنه:(لم يكن شعر رسول الله بالجَعْد القَطَط ولا السَبْط؛ كان جعداً رَجِلاً)
رواه البيهقى.
وكان صلى الله عليه وسلم ربما تركه حتى بلغ منكبه
أو كتفيه، كما جاء فى حديث البراء: (ما رأيت من ذى لُمَّة أحسنَ منهُ)،
واللُمَّة: أى التى ألمت بالمنكبين. وكان يقصره أحياناً حتى يبلغ أنصاف
الأذنين، وعلى الأغلب يكون شعره من الخلف هو الذى يصل إلى منكبيه، ومن الأمام
يصل إلى أذنيه ؛ كما قالت السيدة عائشة رضى الله عنها: (كان شعر رسول الله صلى
الله عليه وسلم فوق الوَفْرَة ودون الجُمَّة). والجُمَّة هى الشعر الذى نزل
إلى المنكبين، والوفرة: ما نزل إلى شحمة الأذن.
فكان شعره الشريف صلى الله عليه وسلم يختلف:
فأحيانا يطول وأحياناً يقصر ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يقص ما يلى الجبهة
ولا يدعه يطول.
أما طريقة تصفيفه: فقد تراوحت بين الفَرْق
والسَّدْل؛ فكما روى ابن عباس رضى الله عنهما: (كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشئ وكان أهل الكتاب يسدلون
شعورهم وكان المشركون يفرقون رؤوسهم، فسدل رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره،
ثم فَرَق صلى الله عليه وسلم بعده) رواه الستة، وسدل الشعر إرساله، والمراد هنا
إرساله على الجبين واتخاذه كالقصَّة، أما الفَرق: فهو فرق الشعر بعضه من بعض.
والقصة: شعر الناصية يُقَصّ حول الجبهة.
وكان صلى الله عليه وسلم ربما جعل شعره أربع غدائر
يُخرِج الأذن اليمنى من بين غديرتين، والأذن اليسرى من بين الغديرتين الأخريين؛
كما قالت السيدة أم هانئ رضى الله عنها: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
وله أربع غدائر) وربما جعل سوالفه على أذنيه فبدت سوالفه تتلألأ.
|