مشيه الشريف
أما مشيه صلى الله عليه وسلم فكان يمشى كأنما
ينقلع من صخر وينحدر من صبب يخطو تكفياً وصفه الإمام على كرم الله وجهه فقال:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مشى تكفأ تكفؤاً كأنما ينحط من صبب) أى
يميل بجسمه للأمام كأنما ينزل من مكان منحدر، وكان يطأ الأرض فى مشيه بقدمه
كلها كما ورد عن أبى هريرة رضى الله عنه، والذى قال أيضاً: (ما رأيت أحداً أسرع
فى مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما الأرض تطوى له، إنا لنجهد
أنفسنا وإنه غير مكترث).
وروى أنه كان صلى الله عليه وسلم إذا مشى مشى
مجتمعاً: أى قوى الأعضاء غير مسترخ فى المشى، وقال ابن أبى هالة فى وصف مشيه
صلى الله عليه وسلم: (إذا زال: زال تَقلُّعاً يخطو تَكفُّياً ويمشى هَوناً،
ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب) والتَقلُّع: الارتفاع من الأرض بجملته
كحال المنحط من الصَّبب، وهى مشية أولى العزم والهمة والشجاعة، وهى أعدل
المَشيَاتِ وأروحها للأعضاء - كما قال ابن القيم- ومشى الهوينا: هو تقارب
الخُطَى بغير تبختر.
وأما مشيه صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فكانوا
يمشون بين يديه وهو خلفهم ويقول: "خَلُّوا ظَهْرِى لِلْمَلاَئِكَةِ". ولم يكن
له صلى الله عليه وسلم ظِلٌّ فى شمسٍ ولا قمر - كما رواه الحكيم الترمذى، وقال
ابن سبع: إِنَّ ظلَّه كان لا يقع على الأرض، وإنه كان صلى الله عليه وسلم نوراً
فكان إذا مشى بالشمس أو القمر لا يظهر له ظل.
|