من معانيها

﴿ الْحَاشِر

هذا الاسم قاله النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث قال: (أنَا الحَاشِرُ الَّذِى يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِى) أى أنه يَقدُمهم وهم خلفه، فهو أول من تنشق عنه الأرض فَيُحشَر الناس على أثره، وإليه يلجأون فى محشرهم فى هول ذلك اليوم العظيم فيقصدونه من كل مكان يستظلون بظل جاهه ويلوذون به وبسلطانه، والفضل كله له فى ذلك اليوم على سائر الخلائق - ومنهم الأنبياء أيضاً عليهم السلام.

﴿ الْعَاقِب

أى الآتى بعد الأنبياء؛ فلا نبىٌ بعده، وذلك لأن العاقِب هو الآخِر الذى يَعقُب غيره ويأتى بعده، وهذا الاسم من أكرم أوصافه صلى الله عليه وسلم وأعظمها وأدلَّهَا على فضله العظيم: فالله عزَّ وجل خلق الخَلْق فى الدنيا وأرسل إليهم الرُّسل يدعونهم إلى حُسن عُقبىَ الدار وإلى كل ما يُعَقِّب الخير من أمور الدين والدنيا والآخرة، وكان مبعثه صلى الله عليه وسلم بعد جميع هؤلاء الرسل والأنبياء لكونه هو العاقب، فاشتدت به الدعوة إلى الله وقويت به النبوة - لأن من معنى (عقب الشئ) أى شَدَّه وقَوَّاه - وهو فى نفسه صلى الله عليه وسلم يُعَقِّب كل خير: فقد فَعَلَ كل عُقبَى حسنة وشد ظهور الأنبياء، وانتهى فى عواقب الخيرات إلى تمامها.. فحازها جميعاً وأكملها إلى منتهاها، فلم يعد لأحد موضعٌ معه قدر حَـبَّة؛ فدرجته فوق كل درجة وليس بعده أحد إلا الواحد الأحد.

﴿ الطَّيِّب

هو صاحب الطِيبِ الحِسِّى والمعنوى الُمُتَّصَف به إطلاقاً، فلا ريب أنه صلى الله عليه وسلم أطيب المطيبين ولا أطيب منه، وحَسبُنا أن عَرَقه صلى الله عليه وسلم  كان أطيب الطيب، وكان لا يمر بطريق فيمر بعده أحد إلا عَرَف أنه صلى الله عليه وسلم قد سلكه؛ مما يعبق بذلك الطريق من ريحه - ويُصَافحه المصافح فيظل يومه كله يجد ريح كفه، ويضعها صلى الله عليه وسلم على رأس الصبى فيُعرَف من بين الصبيان أن النبى صلى الله عليه وسلم وضع يده عليه مما يعلق به من طِيبه، وكان صلى الله عليه وسلم إذا قضى حاجته انشقت الأرض فابتلعت ما يخرج منه - ولم يَطَّلِعْ على ما يَخرُجُ منه بشرٌ قطَّ - ثم شُمَّت من مكانه رائحة المِسك.

وشرب دمه الزَّكى عبد الله بن الزبير رضى الله عنه بعد الحجامة: فتَضوَّع فمه مِسكاً وبقيت رائحته فى فِيهِ إلى أن قُتِل، وكان لا يتسخ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبٌ لأنه كان لا يبدو منه إلا طيب، ولما مات صلى الله عليه وسلم لم يظهر منه شئ يُستَنكَر مما يظهر على الأموات بل كان طيباً حياً وميتاً صلى الله عليه وسلم وكما قاله الإمام عَلىّ كرم الله وجهه؛ فى الحديث.

وعلى جهة الإجمال فالنبى صلى الله عليه وسلم هو طِيبُ الله الذى نفحه فى الوجود فتعطرت به الكائنات وسَمَت، واغتذت به القلوب فطابت، وتنسَّمته الأرواح فنَمَت.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع