صوته الشريف

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خفى الصوت صافيه حسن النغمة فى الغلظة والرقة على السواء، روى عن أنس رضى الله عنه: (ما بعث الله نبياً قط إلا بعثه حَسن الوجه حَسن الصَّوْتِ حتى بعث الله نبيكم صلى الله عليه وسلم فبعثه حَسَن الوَجه حَسَن الصَّوْتِ) رواه ابن عساكر، وعن الإمام عَلىِّ رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم رُئِى النور يخرج من بين ثناياه. وقال جبير بن مطعم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حسن النغمة) وقالت أم معبد رضى الله عنها: (كان فى صوته صلى الله عليه وسلم صَحَلُ) أى شبه البُحَّة وهى صقل الصوت - رواه ابن عساكر فى التهذيب.

وكان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت قليل الكلام فى غير حاجة؛ ورغم أنه كان خفى الصوت فى المناجاة والسرار فقد كان صوته عليه الصلاة والسلام يبلغ حيث لا يبلغه صوت غيره؛ فعن البراء قال: (خَطَبَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أسْمَع العَواتِقَ فى خُدورِهنَّ) وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها: (جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على المنبر فقال للناس "اجْلِسُوا" فسمعه عبد الله بن رواحة وهو فى بنى غنم فجلس فى مكانه) وقال عبد الرحمن بن معاذ التيمى: (خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمِنىَ ففتح الله أسماعنا حتى إن كُنَّا لَنَسمَع ما يقول ونحن فى منازلنا) وعن السيدة أم هانئ رضى الله عنها قالت: (كنا نسمع قراءة النبى صلى الله عليه وسلم فى جوف الليل عند الكعبة وأنا على عريشى) وكل هذه الأخبار تدل دون شك على هذه المقدرة لديه صلى الله عليه وسلم وهذا لأنه عليه الصلاة والسلام قد أُوتِىَ فى سائر القوى البشرية المحمودة زيادة على سائر الناس ما لا يضبطه قياس.

صفة ضحكه وبكاؤه

ورد عن ابن أبى هالة فى وصف ضحكه صلى الله عليه وسلم: (جُلُّ ضحكه التبَسُّم، ويَفترُّ عن مِثلِ حَبِّ الغَمَام). وعن أبى هريرة رضى الله عنه فى قصة الرجل المواقع زوجته فى رمضان: أنه صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه. و(النواجذ): الأضراس. وذكرت السيدة عائشة رضى الله عنها أنها ما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعاً قط ضاحكاً حتى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم، و(اللهوات): جمع لهاة وهى اللحمة التى بأعلى الحنجرة من أقصى الفم؛ أى أنها لم تره صلى الله عليه وسلم مُغَرِّباً فى الضحك.

وقال الحافظ بن حجر: والذى يظهر من مجموع الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم كان فى معظم أحواله لا يزيد على التبسم وربما زاد على ذلك فضحك، وعن أبى هريرة رضى الله عنه: (أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا ضحك يتلألأ فى الجُدُر) أى يشرق نوره عليها إشراقاً كإشراق الشمس، وكان صلى الله عليه وسلم إذا كان حديث عهد بجبريل لم يتبسم ضاحكاً حتى يرتفع عنه، بل كان إذا خطب أو ذكر الساعة اشتد غضبه وعلا صوته كأنه منذر جيش - رواه  مسلم.

أما بكاؤه عليه الصلاة والسلام فكان من جنس ضحكه: فلم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن تدمع عيناه حتى تهملان، ويسمع لصدره أزيز، يبكى رحمة لميتٍ وخوفاً على أمته وشفقة، ومن خشية الله عند سماع القرآن، وأحياناً فى صلاة الليل، وقد حفظه الله تعالى من التثاؤب، وما تثاءب نبى قط.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع