إلى قباء

 

فى أوثق الروايات التى أوردها ابن الجوزى وابن الكلبى عن ابن عباس رضى الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة يوم الاثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، وكان المسلمون  بالمدينة حين بلغهم خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة يغدون كل غداة إلى "الحَرَّة" موضع عند مدخلها ينتظرونه حتى تغلبهم الشمس على الظلال ويرُدَّهم حرُّ الظهيرة، فانقلبوا يوماً بعدما أطالوا انتظارهم، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجلٌ من اليهود على حصنٍ لهم لأمرٍ ينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مُبَيَّضِين أى عليهم ثياب بيض - يلوح بهم السراب (وهم: أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وعامر بن فهيرة مولى أبى بكر، والدليل عبد الله بن أريقط - ولم يكن مسلماً) فلم يملك اليهودى نفسه فنادى بأعلى صوته: "يا بنى قَيْلَة يعنى الأوس والخزرج - هَذا جَدُّكُم ومَطلُوبُكمْ قَد أقْبَل" أى هذا الذى تتوقعونه وتنتظرونه - فخرجوا إليه سراعاً بسلاحهم فتلقَّوه بظهر الحَرَّة؛ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ظل نخلة ومعه أبو بكر فى مثل سنِّه، وقام أبو بكررضى الله عنه للناس يتلقَّاهم وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم صامتاً، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم يكن قد رَأىَ النبى صلى الله عليه وسلم يُحَيِّى أبا بكر؛ يحسبه النبى صلى الله عليه وسلم؛ حتى أصابت الشمس رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل أبو بكر يظلِّل عليه صلى الله عليه وسلم بردائه، فعرف الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك.

 

فعدل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين حتى نزل  بـ "قُبَاء" على مشارف المدينة جانب الحَرَّة على بنى  عمرو بن عوف فى دار "كلثوم بن الهِدْم" وأقام أبو بكر عند "خُبَيْب بن إساف" أحد بنى الحارث، وتأخر على بن أبى طالب رضى الله عنه بمكة بعد مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً حتى أدى للناس ودائعهم التى كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وخَلَفَه ليردها إليهم، ثم خرج فلحق برسول الله بقُبَاء فنزل على كلثوم بن الهِدم.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع