إلى قباء

وأقام فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقُبَاء أربع عشرة ليلة كما جاء من حديث أنس فى البخارى- وأسَّسَ  فيها مسجدهم: وكان موضعه مِرْبَد لكلثوم بن الهِدْم - والمِربَد هو الموضع الذى يُبسَط فيه التمر ليجف - فأخذه منه رسول الله فأسَّسَه وبناه مسجداً، وفى الصحيح عن عروة قال: (فلبث فى بنى عمرو بن عوف وأسَّسَ المسجد الذى أُسِّسَ على التقوى) وروى الطبرانى بسندٍ رجاله ثقات عن الشُموس بنت النعمان رضى الله عنها قالت: (نظرتُ إلى رسول الله حين قدم ونزل وأسَّس هذا المسجد، مسجد قُبَاء، فرأيته يأخذ الحَجَر أو الصخرة حتى يَهْصِره الحَجَر، وأنظر إلى بياض التراب على بطنه أو سُرَّته؛ فيأتى الرجل من أصحابه ويقول: يا رسول الله بأبى أنت وأمى؛ أعطنى أكفيك، فيقول: (لاَ؛ خُذْ مِثْلَه)..حتىَّ أسَّسَه صلى الله عليه وسلم، ويقول: (إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَم يَؤُمُّ الكَعْبَةَ) قالت: "فكان يُقَال إنه أقوَم مَسجدِ قِبْلَةً" والجمهور على أن مسجد قُبَاء هو المراد بقوله تعالى ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ﴾ وظَلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل بصلاته بيت المقدس حتى نُسِخ ذلك، وقد جاءه الأمر باستقبال الكعبة بعدها بأكثر من عام (سبعة عشر شهرا) وقت أن كان صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر فى مسجدٍ فى بنى سَلَمَة، فلمَّا صَلَّى ركعتين نزل جبريل فأشار إليه بأن صَلِّ إلى البيت، وصلَّى جبريل إلى البيت، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة واستقبل الميزاب؛ فتحَوَّل النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء، فهى القبلة التى قال الله تعالى عنها ﴿فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ وسُمِّى ذلك المسجد "بمسجد القبلتين" وكان الظهر يومئذ أربعا اثنتان إلى بيت المقدس واثنتان إلى الكعبة.

وكان الناس فى قُبَاء فى صلاة الصبح: إذ جاءهم آتٍ وهو "عبَّاد بن بشر" فقال "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أُنزِل عليه قرآن وقد أُمِرَ أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها" وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع