الزواج

 

أخذ الوجد بقلب السيد خديجة كلَّ مأخذ بعد ما حدَّثهَا به غلامها ميسرة من خبر النبى صلى الله عليه وسلم فى رحلة الشام، وما رأته هى من الآيات والمبشرات - وكما ذكر ابن اسحاق فى المبتدأ قال: (كان لنساء قريش عِيدٌ يجتمعن فيه فى المسجد الحرام، فاجتمعن يوماً فيه فجاءهن يهودى فقال: "يا معشر نساء قريش إنه يوشك فيكُنَّ نَبىٌّ، فأيُّكُنَّ استطاعت أن تكون فِراشاً له فلتفعل، فحصَبه النساء بالحجارة وقبَّحنَهُ وأغلظن له، أما خديجة فقد أغضت على قوله ولم تعرض فيما عرض فيه النساء؛ ووَقَرَ ذلك فى نفسها، فلما أخبرها ميسرة بما رآه من الآيات وما رأته هى فى رؤياها قالت: إن كان ما قاله اليهودى حقاً: فما ذلك إلا هو).

 

اختارت محمداً     

 

روى ابن سعد عن نفيسة بنت مُنْيَة قالت: (كانت خديجة بنت خويلد امرأة حازمة جَلِدة شريفة، مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير، وهى يومئذ أوسط قريش نسباً وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً وكل قومها كان حريصاً على نكاحها لو قدر على ذلك، وقد طلبوها وبذلوا لها الأموال، فأرسلتنى دسيساً إلى "محمد" بعد أن رجع فى عِيرِهَا من الشام، فقلتُ: "يا محمد ما يمنعك من أن تتزوج؟ فقال: "ما بيدى ما أتزوج به" قلتُ: فإن كُفِيتَ ذلك ودُعِيتَ إلى المال والجمال والشرف والكفاءة: ألا تجيب؟ قال: "فمن هى"؟ قلتُ: خديجة. قال: "وكيف لى بذلك"؟  قُلتُ: عَلىَّ ذلك. قال: "فأنا أفعل". فذهبتُ فأخبرتها فذكرتُ ما دار من الحديث. قالت: فأرسلت إليه خديجة أن ائتِ ساعة كذا وكذا، فحضر؛ فقالت له: "رَغِبتُ فيك لقرابتك وسِطَّتك فى قومك وأمانتك وحُسن خُلقك". فلما قالت له ذلك ذكره لأعمامه، وأرسلت خديجة إلى عمها عمرو بن أسد ليزوجها).

 

وعند النيسابورى فى "الشرف": أن خديجة رضى الله عنها قالت للنبى صلى الله عليه وسلم اذهب إلى عمِّك فقل له: عَجِّل إلينا بالغَداة. فلما جاء قالت له: "يا أبا طالب ادخل على "عمرو بن أسد" عمِّى فكلِّمه يزوجنى من ابن أخيك محمد بن عبد الله". فقال أبو طالب: يا خديجة لا تستهزئى. فقالت: هذا صُنعُ الله. فخرج أبو طالب مع عشرة من قومه حتى دخلوا على عمها فخطبها منه فزوجه لها.

 

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع