الحجر الأسعد

فقالت قريش: "إنا لنرجو أن يكون الله قد رضى عملكم وقبل نفقتكم فاهدموها"، فهابت الناس هدمه، فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدأوكم فأهدمه فإنى شيخ كبير فإن أصابنى أمر كان قد دنا أجلى. فعلا البيت ثم جعل يهدمه حجراً حجراً بالعتلة، فهدم يومه ذلك جزءاً منها، فقالت قريش: نخاف أن ينزل به العذاب مساء، فلما أمسى لم يرَ بأساً، فأصبح الوليد على عمله. فهدمت قريش معه حتى بلغوا الأساس الأول الذى وضعته الملائكة وهو الذى رفع عليه إبراهيم القواعد من البيت، وهى حجارة كبار خضر كأسنمة الإبل الخُلف؛ يُحَرَّك الحجر منها فترتج جوانبها، وقد تشبكت بعضها ببعض، فأدخل الوليد عتلة بين الحجرين فطارت من تحتهما برقة كادت تخطف أبصارهم ورجفت لها مكة بأسرها. فلما رأوا ذلك أمسكوا عن أن ينظروا ما تحت ذلك.

ثم لما جمعوا ما أخرجوا من المال الطيب وجدوه لا يكفى لبناء البيت بأكمله فتشاوروا فى ذلك فأجمعوا رأيهم على أن يقتصروا على البناء فوق القواعد ويحجروا على ما يقفون عليه من بناء البيت، ويتركون بقيته التى فى حِجْر إسماعيل فيقيمون عليه فقط جدار مُدار؛ ويُطوِّفون الناس من ورائه. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لعائشة رضى الله عنها: (ألم تَرِ قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم حين عجزت بهم النفقة).

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع