كفالة عمه

بعد وفاة عبد المطلب كفل النبى صلى الله عليه وسلم عمه أبو طالب - واسمه عبد مناف - وكان عبد المطلب قد أوصاه بحفظه ورعايته لكونه شقيق عبد الله؛ فكلاهما أخ لأم واحدة هى " فاطمة بنت عمرو المخزومية".

فتولى عمه أبو طالب رعايته صلى الله عليه وسلم بعد جده عبد المطلب؛ فكان يحوطه ويقوم بأمره ويذب عنه ويلطف به، وكان يرق عليه رقة شديدة هو وزوجته فاطمة بنت أسد؛ وكانا يقدمانه على أولادهما عقيل وجعفر - وهما أبناؤهما حينذاك - ولم يمنعهما من ذلك ما كان بمكة من جدب وضيق وما كان بأبى طالب من قلة المال وضيق الأحوال: فقد كان له قِطعَان من الإبل بوادى عرنة يغدو إليها فيكون فيها، ويؤتى إليه بلبنها إذا كان حاضراً بمكة.

وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما: (أن النبى صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل مع عمه أبى طالب وآله وهو صغير: شبعوا ورووا، وإذا غاب فأكلوا فى غيبته لم يشبعوا، فإن كان لبناً: شرب أولهم، ثم يتناول العيال القعب فيشربون منه فيروون عن آخرهم من القعب الواحد؛ فيقول أبو طالب: إنك لمبارك...، وكان سائر ولد أبى طالب يصبحون من نومهم شُعْثاً رُمْصاً (أى مُغبرة شعورهم متغيرة وجوههم) ويصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صقيلا دهيناً كحيلاً).

ورُوِى عن أم أيمن حاضنته أنها قالت: (ما رأيته صلى الله عليه وسلم اشتكى جوعاً قط ولا عطشاً فى كبره ولا فى صغره، وكان يغدو إذا أصبح فيشرب من ماء زمزم شربة؛ فربما عرضنا عليه الغداء فيقول أنا شبعان) أخرجه أبو نعيم فى دلائل النبوة.

وأضحى أبو طالب يحبه حباً شديداً لا يحبه لولده، فكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرج فيخرج معه وصب به أبو طالب صبابة لم يصب مثلها بشئ قط.

 

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع