ظفرت به حليمة

 

كانت من عادة أشراف قريش وأهل مكة إذا اكتمل للمولود سبعة أيام عزلوه عن رضاع أمه والتمسوا له مرضعة ترضعه وتربيه. وكانت حليمة من أطهر نساء قومها وأعفَّهن، ومن أجل ذلك اختصها الله تعالى لرضاع نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وتربيته.

 

وذكر صاحب "عيون الأثر": راوياً عن السيدة حليمة السعدية مرضعة النبى  صلى الله عليه وسلم قصة قدومها مكة وظفرها برضاعة النبى؛ قالت حليمة: قدمت مكة فى نسوة من بنى سعد بن بكر نلتمس الرُضَعَاء فى سنة شهباء، فقدمت على إتانٍ لى ومعى صبى لنا، وشارف لنا (ناقة): والله ما تَبُض بقطرة لبن، وكنا ما ننام ليلنا ذلك أجمع مع صبينا هذا ولا نجد فى ثديى ما يغذيه ولا فى ضرع شارفنا ما يغذيه.

 

فقدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فو الله ما علمتُ منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها أنه يتيم من الأب وذلك إنا إنما كنا نرجو المعروف من أبى الصبى فكنا نقول: يتيم ما عسى أن تصنع أمه وجده .. فوالله ما بقى من صواحبى امرأة إلا أخذت رضيعاً غيره. فلمَّا لم أجد غيره: قلت لزوجى إنى لأكره أن أرجع من بين صواحباتى وليس معى رضيع؛ لأنطلقن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه، فذهبت فإذا به مُدرج فى ثوب صوفٍ أبيض من اللبن؛ يفوح منه المسك وتحته حريرة خضراء راقداً على قفاه يغط فى نومه. فأشفقت أن أوقظه من نومه لحسنه وجماله، فدنوت منه رويداً فوضعت يدى على صدره فتبسم ضاحكاً ففتح عينيه ينظر إلىّ، فخرج من عينيه نور حتى دخل حِلال السماء وأنا أنظر، فقبلته بين عينيه وأعطيته ثديى الأيمن فأقبل عليه بما شاء من لبن فحوّلته إلى الأيسر فأبىَ .. وكانت تلك حاله - وكان ذلك إلهاماً من الله تعالى ألهمه العدل والإنصاف فكان لا يرضع من ثدى حليمة حتى يرضع أخوه ولد حليمة الثدى الأيسر. 

 

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع