من قصى إلى عبد الله

 هاشم بن عبد مناف

هو "عمرو العلاء" بن عبد مناف بن قُصَى بن كلاب بن مرة؛ الجد الثانى للنبى وسمى "هاشماً " لأنه هشم الثريد لقومه عام المجاعة.

وفيما روى عن عمر الأنصارى قال: عن كعب الأحبار ووهب بن منبه وابن عباس رضى الله عنهم قالوا جميعاً: هو الابن الأكبر لعبد مناف بن قُصَى وكان نور رسول الله صلى الله عليه وسلم فى وجهه تضئ منه الكعبة وتكسى من نوره نوراً شعشاعاً، خرج من بطن أمه عاتكة بنت مرة بن فالج بن ذكوان وكان له ضفيرتان كضفيرتى إسماعيل عليه السلام يتوقد نورهما إلى السماء وكان أهل مكة يتعجبون من ذلك وسار إليه الركبان وقبائل العرب من كل جهة ومكان، وصاحبته من ذلك النور الكُهَّان. وكان هاشم إذا مشى فى الظلام نارت منه الحنادس، ولا يمر بحجر ولا شجر إلا ويناديه بالبشارة بظهور أكرم الخلق على الله تعالى من ذريته، قال النيسابورى: "كان النور على وجهه يتلألأ كالهلال لا يمر بشئ إلا سجد له ولا رآه أحد إلا أقبل نحوه".

ولما حضرت أباه عبد مناف الوفاة: أخذ عليه العهد والميثاق أن لا يودع نور رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فى الأرحام الذكية، فقبل هاشم العهد وألزمه نفسه، وجعلت أكابر العرب وأشرافهم يتطاولون إليه ليتزوج منهم ويبذلون إليه المال الجزيل وهو يأبى عليهم.

وكان هاشم يمضى كل يوم إلى الكعبة ويطوف بها سبعاً، وكان أجود الناس وأكرمهم، وإذا أولم وليمة وأطعم طعاماً وفضل منه: يأمر به إلى الوحوش والطيور، حتى حدثوا بكرمه وجوده فى الآفاق كلها وعظمه أهل مكة بأجمعهم وسلموا إليه ميراث أجداده: لواء نزار وقوس إسماعيل وقميص إبراهيم ونعل شيث وخاتم نوح - وكانت له السقاية والرفادة بعد أبيه، فلما احتوى على ذلك كله ظهر فخره ومجده.

وكان يقوم بالحجاج ويرعاهم ويتولى أمورهم فى كل موسم بما يجتمع إليه من ترافد قريش؛ فكان ينصب أحواض الأديم ويجعل فيها ماء من ماء زمزم ليشرب الحجيج وكانت عادته أن يطعمهم قبل "التروية" بيوم وكان يحمل الطعام إليهم إلى منى وعرفة، وكان هاشم يُثرِد لهم باللحم والسمن والتمر ويسقيهم اللبن إلى حين تصدر الناس من منى.

قال ابن عربى فى محاضرة الأبرار: فلم يزل ذلك أمره حتى أصاب الناس بمكة ضيق وجدب شديد فخرج هاشم ابن عبد مناف إلى الشام فاشترى بما اجتمع عنده ومن ماله: دقيقاً وكعكاً، فقدم به إلى مكة فى الموسم؛ فهشم ذلك الكعك ونحر الذبائح وطبخه وجعله ثريداً، وأطعم الناس وكانوا فى مجاعة شديدة حتى أشبعهم، فسمى بذلك هاشم، وكان اسمه عمرو.

وقال البكرى: وبلغ خبره إلى الملك النجاشى ملك الحبشة وإلى قيصر ملك الروم فكاتبوه وأرسلوا له أن يهدوا إليه بناتهم رغبة فى ذلك النور الذى كان فى وجهه وأن رهبانهم وكهانهم أعلموهم من الإنجيل بأن ذلك النور نور رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين. فأبى هاشم ذلك وتزوج من نساء قومه ورزق أولاده وهم: أسد ونظر وعمر وصفاد، أما بناته: فصعصعة ورقية والشعثاء وخلادة. ولكن بقى النور الذى فى غرته كما هو ولم ينتقل إلى أحد من أولاده. فعظم ذلك عليه وكبر لديه فخرج مع بنى عمه إلى يثرب طالبين بنى النجار، وتزوج هاشم منهم بامرأة عظيمة الشرف عزيزة فى قومها طاهرة مطهرة الأذيال قد كملت عفة وملكت اعتدالاً وهى "سلمى بنت عمرو بن زيد النجَّارية" فأنجب منها عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع