من إبراهيم إلى قصى

وظلت مدة ولاية خُزاعة على الكعبة ثلثمائة سنة، وكانت ولايتهم مشئومة؛ إلى أن انتزعها منهم "قُصَى" الجد الرابع للنبى صلى الله عليه وسلم وحاربهم وانتزع ولاية البيت منهم، إلا أن العرب بعد ذلك لم ترجع عما أحدثه لها عمرو بن لحُىّ من عبادة الأصنام لأنهم رأوا ذلك ديناً فى نفسه ينبغى ألا يُغَيَّر وإن بقى فيهم بقايا من عهد إبراهيم وإسماعيل يتمسكون بها: من تعظيم البيت والطواف به، وهَدْىِ البُدن والإهلال بالحج؛ مع إدخالهم فيه ما ليس منه من ضلالات الشرك وعبادة الأوثان.

إلا أن آباء النبى صلى الله عليه وسلم قد سَلِمُوا من هذه العبادة كما جاء فى قوله تعالى ﴿وَإِذْ قَالَ إِبرَاهِيمُ رَبّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِى وَبَنِىّ أَن نَعْـبُدَ الأَصْنَامَ﴾ ذكر ابن جرير عن مجاهد فى معنى هذه الآية؛ قال: "فاستجاب الله لإبراهيم دعوته فى ولده فلم يعبد أحد من ولده صنماً بعد دعوته، كما استجاب الله له وجعل هذا البلد آمناً ورزق أهله من الثمرات وجعله إماماً وجعل من ذريته من يقيم الصلاة ..؛ وذلك كقوله تعالى: ﴿وَجَعلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فىِ عَقِبِه﴾ أى قول لا إله إلا الله والتوحيد ويبقى فى ذريته حتى تقوم الساعة - قاله ابن عباس، وقال الزُهرى: (العِقب: هو ولده؛ الذكور والإناث وأولاد الذكور) أخرجه عبد بن حميد.

لذا فعُرِف أن كل ما يُذكَر عن ذرية إبراهيم فإن أولى الناس به هم سلسلة الأجداد الشريفة الذين خُصُّوا بالاصطفاء وانتقل إليهم نور النبوة واحدٍ بعد واحد، فهم أولى أن يكونوا هم البعض المشار إليه فى قوله ﴿رَبُّ اجْعَلْنِى مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِنْ ذُرِّ يَّتِى﴾.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع