من لدن آدم إلى إبراهيم

وفى زمن النمروذ كان إبراهيم عليه السلام وآزر، ولم يكن آزر والد إبراهيم ولكن عمه وكان كافراً مشركاً، وقد أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس فى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ﴾ قال: "إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر وإنما كان (اسمه) تارح."

وأخرج ابن أبى شيبه وابن المنذر وابن حاتم عن مجاهد قال: "ليس آزر أبا إبراهيم"، وأخرج ابن أبى حاتم بسند صحيح عن السدى أنه قيل له: هل اسم أبى إبراهيم آزر؟ فقال: "بل اسمه تارح". وقد وجد من حيث اللغة: أن العرب تعلق لفظ الأب على العم إطلاقاً شائعاً وإن كان مجازاً وذلك كقوله تعالى على لسان أولاد سيدنا يعقوب ﴿قَالُوا نَعبُدُ إِلهَكَ وَإِلَهَ أَبَائِكَ إِبرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ﴾ فأُطلِق على إسماعيل لفظ الأب وهو عم سيدنا يعقوب، كما أُطلِق على سيدنا إبراهيم أيضاً وهو جده. وقد ورد عن ابن عباس أنه كان يقول (الجد أب)، وقال القرطبى: الخال والد والعم والد .. ثم تلا هذه الآية ﴿نعبد إلهك وإله آبائك﴾.

أما أبويه الحقيقيين فما انفك يدعو لهما بعد هلاك عمه؛ فدعا لهما حين ذهابه إلى مكة حيث قال ﴿رَبَّنَا إِنِّى أَسكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرعٍ﴾ إلى قوله ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِى وَلِوَالِدَى وَللْمُؤْمِنينَ يَومَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾: فاستغفر لوالديه المؤمنين، وكان ذلك بعد هلاك عمه فى يوم الحريق وإلقاء إبراهيم فى النار - حيث أصابته شظية نار مات بها - وبينهما مدة طويلة أكثر من خمسين عاماً. فقد أخرج ابن سعد فى الطبقات عن الكلبى: (هاجر إبراهيم من بابل إلى الشام وهو يومئذ ابن سبع وثلاثين سنة)، وروى ابن سعد عن الواقدى:(أنه وُلِد لإبراهيم إسماعيل وهو ابن تسعين سنة) فعُرِف من هذين الأثرين أن بين هجرته من بابل عقب واقعة النار وبين الدعوة التى دعا بها بمكة بضعاً وخمسين سنة.

فكان إبراهيم يدعو لأبويه الطاهرين المصطفين بحمل نور النبوة والرسالة جدود النبى، ولله در الحافظ شمس الدين الدمشقى حين قال:

تنقل أحمد نوراً عظيماً

 

تلألأ فى حياة الساجدين

تقلب فيهم قرناً فقرنا

 

إلى أن جاء خير المرسلين

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع