كان ابتداء مرضه الأخير صلى الله عليه وسلم بيوم الاثنين فى أواخر شهر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة، وكانت مدة مرضه ثلاثة عشر يوماً على المشهور، وقال الحاكم: (وبدأ الوجع برسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيت ميمونة لليلتين بقيتا من شهر صفر) وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها: (لَمَّا ثَقُلَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاشتدَّ وجَعُهُ: اسْتَأذنَ أزواجَهُ أنْ يُمَرَّضَ فِى بَيتِى، فَأَذِنَّ لَهُ، فَخَرجَ وَهُوَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ؛ تَخُطُّ رِجلاَه فِى الأرْضِ بَيْنَ العَبَّاسِ بن عَبْدِ الْمُطَّلِب وبَيْنَ رَجُلٍ آخَرِ، أى هو على بن أبى طالب) أخرجه البخارى.

وروى صاحب اللطائف: (كان أول مرض النبى صلى الله عليه وسلم صداع الرأس- والظاهر أنه كان من حمى، فإن الحمى اشتدت به فى مرضه فكان يجلس فى مِخْضَب ويُصَبُّ عليه الماء من سَبع قِرَب) والمِخضَب: إناء يغتسل فيه.

وعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت: لما دخل بيتى واشتد وجعه قال: (أَهْرِيقُوا عَلَىَّ مِنْ سَبْعِ قِرَبِ لَمْ تُحْلَلْ أَوْكِيَتُهُنْ لَعَلِّى أَعْهَدُ إِلىَ النَّاسِ، فأجلسناه فى مِخْضب لحفصة زوج النبى صلى الله عليه وسلم ثم طفقنا نَصُبُّ عليه من تلك القرب حتى طفق يشير إلينا بيده أن قد فعلتُنَّ) والأوكية: جمع وكاء وهو رباط القِربة.

وكان على رسول الله صلى الله عليه وسلم "قطيفة"، فكانت الحمى تُصيب من يضع يده عليه من فوقها من شدة السخونة، فقيل له فى ذلك فقال: (إنَّا كَذَلِكَ يُشَدَّدُ عَلَيْنَا البَلاَءُ وَيُضَاعَفُ لَنَا الأَجْرَ).

وفى البخارى عن عبد الله قال: دخلتُ على النبى صلى الله عليه وسلم وهو يُوعَك وَعكاً شديداً فقلتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ تُوعَكَ وَعْكاً شَدِيداً !!، فَقَالَ: أَجَلُ إِنِّى أُوعَكَ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ. قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ لأَجْرَيْنِ؟ قَالَ: أَجَلْ ذلك، كذلك مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذَى شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَها إِلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا) والوعك: الحُمَّى.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع