عيناه وبصره الشريف
وصفهما الإمام على رضى الله عنه قال: (كان رسول
الله عظيم العينين؛ أهدب الأشفار؛ مُشْرب العين بحُمْرة) رواه البيهقى وابن
الضحاك، و"الأهدب الأشفار": هو الغزير شعر الجفون، وهذه الحمرة فى بياض العين
من الصفات المحمودة المحبوبة عند العرب، وقالت أم معبد: (وفى أشفاره غَطَفٍ)
وهو أن يطول شعر الأجفان ثم ينعطف - رواه الحارث، وفى وصف للأمام عمر بن الخطاب
رضى الله عنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعج العينين) وهى شدة
سوادهما وبياضهما فى مَلاحة وسِعَة، وقال جابر بن سمرة رضى الله عنه: (كنتُ إذا
نظرتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت أكحل وليس بأكحل) رواه الإمام
أحمد.
أما بصره الشريف: فوصفه الله تعالى بقوله: ﴿مَا
زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ النجم. وروى البخارى عن ابن عباس رضى الله عنهما:
(أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى بالليل فى الظلمة كما يرى بالنهار فى
الضوء) وكان صلى الله عليه وسلم يرى من ورائه؛ فكما ورد عن أبى هريرة رضى الله
عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِى هَا هُنَا فَوَاللهِ
مَا يَخْفَى عَلَىَّ رُكُوعَكُمْ وَلاَ سُجُودَكُمْ إِنِّى لأَرَاكُمْ مِنْ
وَرَاءِ ظَهْرِى). وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: (إِنِّى لأَنْظُرُ إِلىَ مَا وَرَاءَ ظَهْرِى كَمَا أَنْظُرُ إِلىَ
أمَامِى) رواه عبد الرازق، وذكر القاضى عياض أنه صلى الله عليه وسلم كان يرى فى
الثُريَّا أحدَ عشر نجماً - والناس يذكرون أنها لا تزيد على تسعة أنجم فيما
يَروْن - وهذا يدل على مبلغ حدة البصر وصفائه مما يصفه الحديث الشريف: (يرى
بنور الله) الحديث.
وفى حديث هند ابن أبى هالة رضى الله عنه قال
واصفاً له صلى الله عليه وسلم: (وإذا التفت: التفت جميعاً، خَافِضُ الطَّرْفِ،
نَظَرُه إلى الأرضِ أطوَلُ من نَظره إلى السَّماء، جُلُّ نَظَرِهِ:
الْمُلاَحَظَةُ) أى أغلب نظره كان بشِقِّ العين مما يلى الصدغ، ودل هذا على شدة
أدبه وحياؤه وتواضعه ورحمته بمن حوله.
|