روى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال فى المدينة "أنها قبة الإسلام ودار
الإيمان"...
ولا غرو فهى حاضنة دعوى النبى المختار وموطن الأنصار ومأوى المهاجرين الأبرار،
ومنها انتشرت السُنَّة فى الأقطار، وقد مكث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
عشر سنوات شهدت بلوغ رسالته العظمى لتمامها المقدور واكتمال ما حبا الله به
العالم على يد حبيبه من نور، ونول فى ربوعها أغلب وحى الذكر الحكيم بالتشريع،
وتجاوبت بين جنباتها أصداء حديثه صلى الله عليه وسلم البديع، وتخلل هديه قلوب
أهلها وترابها وشجرها وجمادها، حتى حن الجذع إليه وسبح الحصى بين يديه، ووقع فى
عهدها من الحوادث الجسام والآيات العظام ما لا يحصره الكلام، وسنذكر
فيما يلى
بعضا مما تقرر فيها من الفرائض والأحكام.
وللحديث بقية ...
|