بشرى الأنبياء
ما مضت فترة من الرسل من لدن سيدنا آدم إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إلا
وبشرت الأنبياء ببعثة رسول الله وحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه
نبى الأنبياء المقدم عليهم وهم التابعون له وأممهم،
قال ابن عباس: ما بعث اللّه نبياً إلا أخذ عليه العهد، لئن بعث محمد وهو حى
ليتبعنه، وأخذ عليه أن يأخذ على أُمّته لئن بعث محمد وهم أحياء ليتبعنه
وينصرنه،
ويشهد على ذلك القرآن فى مواضع شتى منها:
�
بشَّر به سيدنا إبراهيم عليه السلام حين بنى الكعبة وتوجه إلى الله بالدعاء
وقال: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ﴾ وكان نبينا صلى الله
عليه وسلم
هو مقصود دعوة سيدنا إبراهيم ومَرامِها.
�
قوله تعالى: ﴿وإذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَْريَمَ يَا بَنِى إسْرَائِيلَ إنِّى
رَسُولُ اللهِ إِليْكُم مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّراَ بِرَسُولٍ يَأْتِى مِن بَعْدِى اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾.
�
وقال الله تعالى ﴿الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى
التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم
عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم فالذين آمنوا به
وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى...﴾ الآية.
أخرج ابن سعد وابن أبى حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال: يجدون نعته وأمره ونبوته
مكتوبا عندهم.
�
وأخرج ابن سعد وأحمد عن رجل من الأعراب قال: جلبت حلوبة إلى المدينة فى حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما فرغت من بيعتى قلت: لألقين هذا الرجل
ولأسمعن منه. فتلقانى بين أبى بكر وعمر يمشيان، فتبعتهما حتى أتيا على رجل من
اليهود ناشر التوراة يقرؤها يعزى بها نفسه عن ابن له فى الموت كأحسن الفتيان
وأجمله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أنشدك بالذى أنزل التوراة، هل
تجدنى فى كتابك ذا صفتى ومخرجى؟) فقال برأسه هكذا؛ أى لا. فقال ابنه: أى والذى
أنزل التوراة إنا لنجد فى كتابنا صفتك ومخرجك، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله. فقال: (أقيموا اليهودى عن أخيكم، ثم ولى كفنه والصلاة عليه).
|