بشرى الأنبياء
�
وقال الله تعالى ﴿محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم
تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود
ذلك مثلهم فى التوراة ومثلهم فى الانجيل...﴾ الآية، والمعنى أنه صلى الله عليه
وسلم وأصحابه مذكورين بصفاتهم فى التوراة والإنجيل.
�
وقال الله تعالى ﴿وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم
جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصرى
قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين﴾، وفى معناها قال الإمام على
وسيدنا عبد الله بن عباس رضى الله عنهما وتبعهم الحسن وطاوس وقتادة: "إن الله
تعالى أخذ على كل نبى بعثه من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم أن من أدرك
محمداً صلى الله عليه وسلم وهو حى ليؤمنن به ولينصرنه". فكان الأنبياء يأخذون
الميثاق من أممهم بالإيمان به والتصديق برسالته والنصرة له لمن أدركه منهم. فهو
صلى الله عليه وسلم نبى الأنبياء وجميعهم تحت لوائه وكما قال صلى الله عليه
وسلم فى حديث سيدنا أنس (وَبِيَدِى لِوَاءُ الحَمْدِ، آدَمَ فَمَنْ دُونَهُ
تَحْتَ لِوَائِى) أخرجه أحمد فى مسنده.
�
وعن أبى هريرة مرفوعا فى قول الله تعالى: ﴿وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك
ومن نوح﴾ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كنت أول النبيين فى الخلق وآخرهم
فى البعث).
قال محمد بن إسحاق، عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
أنهم قالوا: يا رسول اللّه أخبرنا عن نفسك، قال: (دعوة أبى إبراهيم، وبُشْرى
عيسى، ورأت أُمى حين حملت بى كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور بصرى من أرض
الشام).
أما فى الملأ الأعلى فقد كان أمره مشهورا مذكورا معلوما من قبل خلق آدم عليه
الصلاة والسلام كما قال الإمام أحمد عن العرباض بن سارية قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (إنى عبد الله خاتم النبيين وإن آدم لمنجدل فى طينته وسأنبئكم
بأول ذلك دعوة أبى إبراهيم وبشارة عيسى بى ورؤيا أمى التى رأت وكذلك أمهات
المؤمنين) وقد رواه الليث عن معاوية بن صالح وقال (إن أمه رأت حين وضعته نورا
أضاءت منه قصور الشام)، وقال الإمام أحمد أيضا عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا
رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: (وآدم بين الروح والجسد)، وعن أبى هريرة قال سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى وجبت لك النبوة؟ قال: (بين خلق آدم ونفخ
الروح فيه) ورواه من وجه آخر عن الأوزاعى به وقال: (وآدم منجدل فى طينته)، وعن
ابن عباس قيل: يا رسول الله متى كنت نبيا؟ قال: (وآدم بين الروح والجسد)،
والمعنى أنه
صلى اللّه عليه وسلم نبئ قبل خلق آدم ولذا وجب على الأنبياء جميعا
الإيمان به.
|