أعمامه وعماته
أبو طالب بن عبد المطلب
رضى الله عنه
وحتى الحديث الذى يقول بأنه لولا شفاعة النبى لما كان أبو طالب فى ضحضاح من
النار فهو معناه أنه يدخل نار جهنم التى يدخلها المسلمين ويخرجون منها إلى
الجنة.
ولقد سمى العام الذى توفى فيه هو والسيدة خديجة بعام الحزن للنبى صلى الله عليه
وسلم وفرح المشركين واشتد إيذاءهم للنبى صلى الله عليه وسلم وقالوا ألّن يمنعه
منهم أحد بعد أبو طالب، ولما
مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الاذى ما لم تكن
تطمع به فى حياة أبى طالب حتى اعترضه سفيه من سفهاء قريش فنثر على رأسه ترابا
فحدث هشام بن عروة عن أبيه قال: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته
والتراب على رأسه فقامت اليه إحدى بناته تغسله وتبكى ورسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: (لا تبكى يا بنية فان الله مانع أباك) ويقول بين ذلك: (ما نالتنى
قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب).
وكان النبى صلى الله عليه وسلم يعامل
أبو طالب
بمثابة أبيه وزوجه فاطمة بنت أسد بمثابة أمه وهى أم الإمام على بن أبى طالب رضى
الله عنهم ومن العجيب أن يذكر الناس كيف قوى عضد النبى صلى الله عليه وسلم دخول
عمه سيدنا حمزة الإسلام ودخول سيدنا عمر بن الخطاب الإسلام رضى الله عنهم جميعا
ولا يذكرون حماية سيدنا أبو طالب له حتى أنه وهو المؤمن به كما أظهرت جميع
أقواله وأفعاله فضل أن يخفى إسلامه حماية لابن أخيه صلى الله عليه وسلم ولا
لشيئ غير ذلك وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: (كنا نورين فى القديم الأزلى
فما زلنا ننتقل من صلب طيب إلى رحم طاهر حتى كنت فى عبد الله وعلى فى أبى طالب)
فوجب بذلك أن يكون كلا منهما مؤمن موحد.
|