قال القسطلانى فى المواهب اللدنية: (لم يمت نبىٌ من الأنبياءِ حَتىَّ يُخَيَّر) الحديث، وأول ما أُعْلِم به رسول الله صلى الله عليه وسلم باقتراب أجله هو سورة ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ قال ابن عباس رضى الله عنهما: (لَمَّا نَزَلَتْ ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ وَقَالَ: نُعِيتُ إِلىَ نَفْسِى، فبَكَتْ، فَقَالَ: لاَ تَبْكِى فَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِى لُحُوقاً بىِ، فَضَحَكَتْ) أخرجه الدرامى. وروى أنه كان صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن كل عام على جبريل مرة فعرضه ذلك العام مرتين، وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان كل عام واعتكف فى ذلك العام عشرين؛ وأكثر من الذكر والإستغفار.

 

وورد فى الصحيحين أنه عندما نزل قوله تعالى: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة بكى عمر بن الخطاب فقيل ما يبكيك فقال إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان وكأنه استشعر وفاة النبى صلى الله عليه وسلم. وقد أشار عليه السلام الى ذلك فيما رواه مسلم عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف عند جمرة العقبة وقال لنا خذوا عنى مناسككم فلعلى لا أحج بعد عامى هذا.

 

وقد أخبَر به صلى الله عليه وسلم الناس فيما رُوى عن أبى سعيد الخدرى قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: (إِنَّ عَبْداً خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ: فَاختَارَ مَا عِنْدَه)، فَبكَى أبُو بَكْرٍ رضى الله عنه وَقاَلَ: "يَا رَسُولَ اللهِ فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا" قال أبو المعلى فقَالَ أصْحَابُ النَّبِىِّ: ألاَ تَعجَبُوا من هَذَا الشَّيْخِ !! إِذَا ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً صَالِحاً خَيَّرَهُ اللهُ بَينَ أَنْ يُؤتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأمَّهَاتِنَا؟!! قَالَ الراوى: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ المُخَيَّرُ، وَكَانَ أبُو بَكْرِ أَعْلَمُنَا بِهِ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَمَنَّ النَّاسُ عَلىَّ فِى مَالِهِ وَصُحْبَتِهِ: أبُو بَكْرٍ؛ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذاً خَلِيلاً لاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ خَلِيلاً وَلَكِنْ أُخُوَّةَ الإِسْلاَمِ، لاَ تَبْقَيَنَّ فِى الْمَسْجِدِ خَوْخَةٌ إِلاَّ خَوْخَةُ أبِى بَكْرِ).

 

وكانت هذه الخطبة فى ابتداء مرضه الأخير الذى مات فيه صلى الله عليه وسلم كما قال الدرامى، وأنه خرج يومها وهو معصوب الرأس بخرقة حتى أهوى إلى المنبر، ثم بعد الخطبة هبط عنه فما رُؤِى عليه حتى الساعة.

 

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع