سببه

وفى السنة الثامنة للهجرة نقضت  قريش عهد الحديبية كما روى الواقدى - وذلك حين مكَّنت جماعة من بنى بكر أن يغدروا بقوم مسلمين من خزاعة كانوا نازلين بمكة، وهاجم البكريون الخزاعيين تحت جنح الليل ووضعوا فيهم السيف وقتلوهم عن آخرهم رجالاً ونساءاً، أحراراً وعبيداً كباراً وصغاراً إلا رجلين منهم هما "هزيل بن أرقم وعمرو بن سالم" وعاون البكريين على فعلتهم عدد من كبار رجال قريش؛ مثل صفوان ابن أمية، وعكرمة بن أبى جهل، وشيبة بن عثمان - وقد أسلموا بعد ذلك - ولم يُشَاوَر أبو سفيان فى ذلك ولم يعلم به، ويقال إنهم أعلموه فأبى ذلك. وعلم صلى الله عليه وسلم من الرجلين الناجيين بتفصيل ما حدث فعزم على الخروج بكتائب الإسلام لاستنقاذ بلد الله وبيته الذى جعله هدىً للعالمين من أيدى الكفار والمشركين.

وهال الأمر أبا سفيان فقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله أن يجدد العهد، ويزيد فى مدة السلم ويتغاضى عما حدث، فأبى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يجد أبا سفيان من يقبل أن يتشفع له لدى النبى صلى الله عليه وسلم من صحابته فانصرف إلى مكة، وتجهَّز رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير إعلام أحدٍ؛ ولكن "حَاطِب بن بَلتَعَة - وهو ممن حضروا بدراً - عَلِم بذلك فبعث إلى قريش كتاباً يخبرهم بعزم الرسول صلى الله عليه وسلم على القتال - وكما ورد فى رواية الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضى الله عنه - فأطلع الله نبيه على ذلك فبعث بعلى والزبير والمقداد رضى الله عنهم فلحقوا بحاملة الكتاب وأخذوه منها قبل أن تدرك غايتها، وعاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم "حاطباً" على فعلته، أخرج عبد بن حميد عن الحسن قال: دعا رسول الله حاطبا فقال: (أنت كتبت هذا الكتاب؟) قال: نعم يا رسول الله، أما والله إنى لمؤمن بالله وبرسوله، وما كفرت منذ أسلمت ولا شككت منذ استيقنت، ولكنى كنت امرأ لا نسب لى فى القوم، إنما كنت حليفهم، وفى أيديهم من أهلى ما قد علمت، فكتبت إليهم بشيء قد علمت أن لن يغنى عنهم من الله شيئا أراده - وفى رواية قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له - لأدرأ به عن أهلى ومالى، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله خل عنى وعن عدو الله هذا المنافق فأضرب عنقه، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا عرف عمر أنه قد غضب، ثم قال: (ويحك يا عمر بن الخطاب وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل موطن من مواطن الخير فقال للملائكة: اشهدوا أنى قد غفرت لعبادى هؤلاء فليعملوا ما شاؤوا؟ قال عمر: الله ورسوله أعلم. قال: (إنهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر، إنهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر، إنهم أهل بدر فاجتنب أهل بدر)، وأنزل الله عز وجل توضيحا بعد ذلك: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء﴾.

 

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع