الحجر الأسعد

ذكر ابن عربى فى كتابه محاضرة الأبرار: حديث الأزرقى عن ابن أبى نجيح عن أبيه قال: كانت الكعبة مبنية برَضمٍ يابس، وكان بابها بالأرض، ولم يكن لها سقف، والكسوة إنما تُدلَّى على الجُدُر من الخارج وتربط من أعلى الجُدُر بحجارة كبيرة، وكان فى بطن الكعبة - وعن يمين من دخلها - جُبٌّ يوضع فيه ما يُهدى للكعبة من مال وكنوز ونحو ذلك، وأن الله تعالى لمَّا سرقت قبيلة جُرهم من ذلك المال مراراً، بعث حيَّة كبيرة لتحرسه. فلم تزل حارسة لما فى الكعبة، وكان فيها قرنا كبش إسماعيل عليه السلام الذى فداه الله به من الذبح. واتُّفِق أن امرأة ذهبت تُجَمِّر الكعبة (تبخرها) فطارت من مجمرتها شرارة فأحرقت كسوتها، فأضعفت النار حجارتها ثم جاء سيل عظيم فدخل البيت وصدّع حيطانه، ففزعت قريش وهابت هدمها وخشوا إن مسُّوها أن ينزل الله عليهم عذاباً من عنده، ولكن ما لبثوا أن أجمعوا رأيهم على هدمها وشجعهم على ذلك وحثهم عليه ... أن سفينة للروم انكسرت "بالشعيبة" على ساحل مكة قِبَل جدة، فأخذت قريش خشب تلك السفينة والتى كان على متنها رومى يحسن البناء والنجارة يسمى "ماقوم" فكان وجود الخشب والصانع والآلات هو ما حثهم على ذلك؛ فأجمعوا وتعاونوا وتوافدوا، وربَّعوا قبائل قريش أرباعاً ثم اقترعوا عند هُبَل فى بطن الكعبة:

فجاء قدح بنى عبد مناف وبنى زُهرة على بناء الوجه الذى فيه الباب، أى الجدار الشرقى للكعبة.

ثم طار قدح بنى عبد الدار وبنى أسد وبنى عدى على بناء الشق الذى يلى الحجر، وهو الشق الشامى.

وطار قدح بنى سهم وبنى جُمَح وبنى عامر على ظهر الكعبة، وهو الشق الغربى.

وطار قدح بنى تميم وبنى مخزوم وقبائل من قريش ضموا معهم، على الشق اليمانى الذى يلى الصفا وأجياد.

فنقلوا الحجارة ورسول الله صلى الله عليه وسلم شابٌّ لم ينزل عليه وحى ينقل معهم الحجارة على عاتقه كما قال ابن اسحق، فبينما هو ينقلها إذ انكشفت "نمرة" كانت عليه، فنودى من السماء: "يَا مُحَمَّد عَوْرَتُكَ" - وكان ذلك أول ما نودى والله أعلم - فما رؤيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم عورة بعد ذلك، وأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم الفزع حين نودى، فأخذه عمه العباس بن عبد المطلب فضمَّه إليه وقال: لو جعلت نمرتك على عاتقك تقيك الحجارة، قال: "مَا أصَابَنِى هَذَا إِلاَّ مِنَ التَّعَرِى" فشد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه إزاره وجعل ينقل معهم، وكانوا ينقلون بأنفسهم تبرراً وتبركاً بالكعبة.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع