حلف الفضول

وقد كان هذا الحِلف الكريم نِتَاجاً لما شهدته قريش فى نفس ذلك العام بشهر شعبان؛ من نشوب "حرب الفِجَار" التى وقعت بين قريش ومن معها من كنانة؛ وبين قيس عَيْلان من هَوازن. وسميت بـ (الفِجَار) لأنه كان قتالاً فى الشهر الحرام؛ ففجروا فيه جميعاً وانتهكوا المحارم والمقدسات. وكانت للعرب فجارات أربعة؛ آخرها هذا - وهو ما قيل أن النبى صلى الله عليه وسلم قد حضره - ويسمى "فِجَار البراض" وكان قائد قريش وكنانة فى هذا اليوم هو "حرب بن أمية بن عبد شمس" وكان الظفر فى أول النهار لقيس على كِنَانة؛ حتى إذا كان وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس- وقد ذكره المسعودى كاملاً فى كتابه.

وروى ابن سعد أن النبى صلى الله عليه وسلم شهد يوم الفجار وله عشرون سنة وأنه صلى الله عليه وسلم قال: (قَدْ حَضَرْتُهُ مَعَ عُمُومَتِى وَرَمَيْتُ فِيهِ بِأَسْهُمٍ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّى لَمْ أَكُنْ فَعَلْتُهُ، وَكُنْتُ أَنْبِلُ عَنْ أَعْمَامِى) أى أرد عنهم نبل عدوهم وأرمى عنهم. ومن هذا الحديث عُلِم أنه صلى الله عليه وسلم قد شهد ذلك اليوم - حيث أخرجه أعمامه معهم - لكنه لم يخوضها قتالاً؛ لأنها كانت حرب فاجرة، ولم يكن له صلى الله عليه وسلم أن يقاتل إلا لتكون كلمة الله هى العليا- كما قال السهيلى.

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع