كفالة جده

بقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة أمه مع جده عبد المطلب؛ وكان عنده أثيراً مفضلاً، وقد روى عن ابن اسحاق: (أنه كان يُوضَع لعبد المطلب فِراشٌ فى ظل الكعبة فكان بنوه يجلسون حول ذلك الفِراش حتى يخرج إليه؛ ولا يجلس عليه أحدٌ من بنيه إجلالاً له؛ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى وهو غُلامٌ جَفْرُ حتى يجلس عليه؛ فيأخذه أعمامه ليؤخروه عنه فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم: "دَعُوا بُنَىَّ؛ فَوَاللهِ إِنَّ لهُ لَشَأناً"، ثم يجلسه معه عليه ويمسح ظهره بيده، ويسره ما يراه يصنع).

وكان قوم من بنى مُدْلِج يقولون لعبد المطلب: "احتفظ به، فإنَّا لم نرَ قدماً أشبه بالقدم الذى فى المقام منه" .. يعنون قدم إبراهيم عليه السلام.

وكان عبد المطلب يَرِقُّ عليه رِقةً لم يَرقَّها على ولده، وكان يقربه منه ويدنيه، ويدخل عليه إذا خلا وإذا نام، وكان لا يأكل طعاماً إلا قال: "عَلَىَّ بإبنى" فيؤتى به إليه.

وكانت أم أيمن تُحَدِّث تقول: (كنت أحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم فغفلت عنه يوماً فلم أدر إلا بعبد المطلب قائماً على رأسى يقول: يا بركة. قلتُ: لبيك، قال: أتدرين أين وجدت ابنى؟ قلت: لا أدرى. قال: وجدته مع غلمان قريباً من السدرة !! لا تغفلى عن ابنى فإن أهل الكتاب يزعمون أن ابنى نبى هذه الأمة وأنا لا آمن عليه منهم).

وقال الحافظ أبو الفرج بن الجوزى فى "الوفا": (فى سنة سبع من مولده صلى الله عليه وسلم أصابه رمد شديد فعولج بمكة فلم يُغنِ، فقيل لعبد المطلب إن فى ناحية عكاظ راهباً يعالج الأعين فركب إليه فناداه وديره مغلق فلم يُجِبه؛ فتزلزل ديره حتى كاد أن يسقط عليه فخرج مبادراً فقال: "يا عبد المطلب إن هذا الغلام نبى هذه الأمة ولو لم أخرج إليك لَخَرَّ علىَّ ديرى؛ فارجع به فاحفظه ليقتله بعض أهل الكتاب". ثم عالجه وأعطاه بعض ما يعالج به، وألقى عليه المحبة فى قلوب قومه وكل من يراه).

ومات جده عبد المطلب كافله: سنة تِسْعٍ من عام الفيل؛ بعد سَنة وأحَد عشر شهراً من وفاة أمه آمنة، وله صلى الله عليه وسلم يومئذ ثمان سنين، وتوفى عن عشرة ومائة سنة وقيل عن مائة وأربعين سنة، ودفن بالحجون.

 

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع