عام الفيل

وكان عبد المطلب أوسم الناس، وأعظمهم وأجملهم، فلما رآه أبرهة أجله، وأعظمه عن أن يجلسه تحته؛ فنزل أبرهة عن سريره، فجلس على بساطه وأجلسه معه عليه إلى جنبه ثم قال لترجمانه: قل له: حاجتك؟ فقال له ذلك الترجمان، فقال: حاجتى أن يرد على الملك مائتى بعير أصابها لى. فلما قال له ذلك، قال أبرهة لترجمانه: قل له لقد كنت أعجبتنى حين رأيتك، ثم قد زهدت فيك حين كلمتنى، أتكلمنى فى مائتى بعير أصبتها لك، وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك، قد جئت لهدمه؟ لا تكلمنى فيه. قال له عبد المطلب: إنى أنا رب الإبل، وإن للبيت ربا سيمنعه. قال: ما كان ليمتنع منى. قال: أنت وذاك. فرد عليه إبله. وانصرف عبد المطلب إلى قريش، فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز فى شعف الجبال والشعاب، تخوفا عليهم معرة الجيش. ثم قام عبدالمطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة، وقام معه نفر من قريش، يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده، فقال عبدالمطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:

لا هم إن العبـد يمـ

 

ـنع رحله فامنع حلالك

لا يغـلبن صليبـهم

 

ومحـالهم عـدوا محالك

إن يدخلوا البلد الحرا

 

م فأمـر مـا بـدا لك

يقول: أى: شيء ما بدا لك، لم تكن تفعله بنا. والحلال: جمع حل. والمحال: القوة وقيل: إن عبد المطلب لما أخذ بحلقة باب الكعبة قال:

يا رب لا أرجو لهم سواكا

 

يا رب فامنع منهم حماكا

إن عدو البيت من عاداكا

 

إنهـم لن يقهـروا قواكا

وقال عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى:

لا هم أخز الأسودين مقصود

 

الأخـذ الهجمة فيها التقليد

بين حـراء  وثبـير  فالبـيد

 

يحبسها وهى أولات التطريد

فضمـها إلى طمـاطم  سود

 

قـد أجمعوا ألا يكون معبود

ويهدموا البيت الحرام المعمود

 

والمروتين والمشـاعر السود

أخفره يا رب وأنت محمود

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع