بشرى الأنبياء

وقد قال النجاشى حين حدثوه بأمره ووصفوه له: "أشهد أنه رسول اللّه وأنه الذى نجده فى الإنجيل، وأنه الذى بَشّر به عيسى بن مريم" وقال النجاشى عندما وصله كتاب الرسول صلى الله عليه وسلم: "أشهد بالله أنه للنبى الأمى الذى ينتظره أهل الكتاب وأن بشارة موسى براكب الحمار كبشارة عيسى براكب الجمل وأن العيان ليس بأشفى من الخبر".

وقد كان بين رفع المسيح ومولد النبى صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة، لحديث سلمان: "فترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ستمائة سنة"، والمراد بالفترة المدة التى لا يبعث فيها رسول من الله، ولا يمتنع أن ينبأ فيها من يدعو إلى شريعة الرسول الأخيرة ونقل ابن الجوزى الاتفاق على ما اقتضاه حديث سلمان هذا، وتعقب بأن الخلاف فى ذلك منقول، وقد عاش المسيح إلى أن رُفِع: ثلاثاً وثلاثين سنة. وروى عنه أنه سأله الحواريون، قالوا: ياروح الله هل بعدنا من أمة؟ قال: (نعم أمة محمد صلى الله عليه وسلم، حكماء علماء أبرار أتقياء كأنهم من الفقه أنبياء، يرضون من الله تعالى باليسير من الرزق ويرضى الله منهم باليسير من العمل).

وكذا أخبر عنه زبور داود عليه السلام والنبوءات الموجودة الآن بأيدى أهل الكتاب وكلها فيها البشارات به صلى الله عليه وسلم كما يخبر بذلك من أسلم منهم قديما وحديثا.

وروى البخارى عن عبد الله بن عمرو أنه وجد صفته فى التوارة صلى الله عليه وسلم وذكرها، وفى التوارة اليوم التى يقر اليهود بصحتها فى السفر الأول أن الله تعالى قال لإبراهيم إن اسحاق يكون لك منه نسل وأما إسماعيل فإنى باركته وكثرته وعظمته وجعلت ذريته بنجوم السماء الى أن قال وعظمته بماذماذ أى بمحمد وقيل بأحمد وقيل جعلته عظيما عظيما، وفى السفر الرابع من التوارة ما معناه نبى أقيم لهم من أقاربهم من أخيهم مثلك يا موسى أجعل نطقى بفيه، ومعلوم أنه لم يكن فى بنى إسرائيل نبى يماثل سيدنا موسى إلا سيدنا عيسى عليه السلام وهم لا يقرون بنبوته ثم إنه ليس من إخوتهم بل هو منتسب إليهم بأمه صلوات الله وسلامه عليه فتعين ذلك فى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وكذلك ما ختمت به التوارة فى اخر السفر الخامس ما معناه جاء الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلى من جبال فاران ومعنى هذا أن الله جاء شرعه ونوره من طور سيناء الذى كلم سيدنا موسى عليه وأشرق من ساعير وهو الجبل الذى ولد به سيدنا عيسى عليه السلام وبعث فيه واستعلى من جبال فاران وهى مكة بدليل أن الله أمر سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن يذهب بسيدنا إسماعيل الى جبال فاران، وقد استشهد بعض العلماء على صحة هذا بأن الله سبحانه أقسم بهذه الأماكن الثلاثة فترقى من الأدنى الى الأعلى فى قوله تعالى ﴿والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين﴾ ففى التوراة ذكرهن بحسب الوقوع الاول فالأول وبحسب ما ظهر فيهن من النور وفى القرآن لما أقسم بهن ذكر منزل عيسى ثم موسى ثم محمد صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين لأن عادة العرب إذا أقسمت ترقت من الأدنى الى الأعلى.  

وللحديث بقية ...

 

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع