أعمامه وعماته

أبو طالب بن عبد المطلب

رضى الله عنه

وقد استسقى أبو طالب بالنبى وهو غلام لما أقحطت مكة فسقوا ولذلك قال فى النبى صلى الله عليه وسلم بعد البعثة مذكرا قريش يده وبركته عليهم من صغره:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه

 

ثمال اليتامى عصمة للأرامـل

بلوذ به الهلاك من آل هاشـم

 

فهم عنده فى نعمة وفواضـل

وسنروى هنا بعض الروايات المشهورة التى توضح استعداده للتضحيه بحياته وحياة أولاده فى سبيل حماية النبى صلى الله عليه وسلم.

ففى حادثة مقاطعة قريش لبنى عبد المطلب قال موسى بن عقبة عن الزهرى: ثم إن المشركين اشتدوا على المسلمين كأشد ما كانوا حتى بلغ المسلمين الجهد واشتد عليهم البلاء وجمعت قريش فى مكرها أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم علانية فلما رأى أبو طالب عمل القوم جمع بنى عبد المطلب وأمرهم أن يدخلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم شعبهم وأمرهم أن يمنعوه ممن أرادوا قتله فاجتمع على ذلك مسلمهم وكافرهم فمنهم من فعله حمية ومنهم من فعله إيمانا ويقينا فلما عرفت قريش أن القوم قد منعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأجمعوا على ذلك اجتمع المشركون من قريش فاجمعوا أمرهم أن لا يجالسوهم ولا يبايعوهم ولا يدخلوا بيوتهم حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتل وكتبوا فى مكرهم صحيفة وعهودا ومواثيق لا يقبلوا من بنى هاشم صلحا أبدا ولا يأخذهم بهم رأفة حتى يسلموه للقتل فلبث بنو هاشم فى شعبهم ثلاث سنين واشتد عليهم البلاء والجهد وقطعوا عنهم الاسواق فلا يتركوا لهم طعاما يقدم فى مكة ولا بيعا إلا بادروهم اليه فاشتروه يريدون بذلك أن يدركوا سفك دم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أبو طالب إذا أخذ الناس مضاجعهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضطجع على فراش حتى يرى ذلك من أراد به مكرا واغتيالا له فاذا نام الناس أمرا أحد بنيه أو أخوته أو بنى عمه فاضطجعوا على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتى بعض فرشهم فينام عليه.

فلما كان رأس ثلاث سنين بعث الله على صحيفتهم الارضة فلحست كل ما كان فيها وأطلع الله عز وجل رسوله فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لابى طالب فقال أبو طالب لا والثواقب ما كذبنى فانطلق يمشى بعصابته من بنى عبد المطلب حتى أتى المسجد وهو حافل من قريش فقال ائتوا بصحيفتكم التى تعاهدتم فظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مدفوعا اليهم فلما أتوا بها قال أبو طالب: إن ابن أخى أخبرنى ولم يكذبنى إن الله بريء من هذه الصحيفة التى فى أيديكم ومحا كل اسم هو له فيها وترك فيها غدركم وقطيعتكم إيانا وتظاهركم علينا بالظلم فان كان الحديث الذى قال ابن أخى كما قال فافيقوا فوالله لا نسلمه أبدا حتى يموت من عندنا آخرنا وإن كان الذى قال باطلا دفعناه اليكم فقتلتموه أو استحييتم قالوا قد رضينا بالذى تقول ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قد أخبر خبرها فكان ما كان من انقسامهم وتبرؤهم منها وأنشأ أبو طالب يقول الشعر فى شأن صحيفتهم ويمدح النفر الذين تبرؤا منها ونقضوا ما كان فيها من عهد ويمتدح النجاشى لإيوائه للمسلمين ومنه الأبيات التالية:

ألا أبلغا  عنى على ذات  بيننا

 

لؤيا وخصـا من لؤى بنى كعب

ألم تعـلموا أنا وجدنا محـمدا

 

نبيا كموسى خط فى أول الكتب

وأن علـيه فى العبـاد محـبة

 

ولا خير  ممن خصـه الله بالحب

فلسنا ورب البيت نسلم أحمدا

 

لعزاء من عض الزمان ولا كرب

وكان لأبى طالب قصائد طويلة فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم وكلها تدل على إيمانه به وتصديقه إياه:

لعمرى لقد كلفت وجدا  بأحمد

 

وأحببته حب المحب المواصـل

وقد علموا أن ابننا لا مكـذب

 

لدينا ولا يعزى لقول الأباطل

فمن مثله فى الناس أى مؤمـل

 

إذا قاسه الحكام عند التفاضل

حليم رشـيد عاقل غير طائش

 

يوالى إلهاً ليس عـنه بغـافل

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع