جداته

جدات النبى صلى الله عليه وسلم هن أشرف نساء العرب وأكملهن حسباً ونسباً، وقد روى ابن عساكر أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فخرا يوم حنين: (أَنَا ابْنُ الفَوَاطِم)، وأخرج الطبرانى عن سيابة بن عاصم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (أنَا ابْنُ العَوَاتِكِ مِن بَنىِ سَلِيم) قال المناوى: "وفى الصحاح أن العواتك من جداته صلى الله عليه وسلم تسع " أى لأبيه ولأمه.

عن قتادة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى بعض مغازيه: أنا النبى لا كذب، أنا ابن عبد المطلب، أنا ابن العواتك (الحديث أورده السيوطى فى جامعه وقال المناوى فى الفيض والعواتك جمع عاتكة) فقال إبراهيم الحربى وعبد الله بن مسلم بن قتيبة: قول النبى صلى الله عليه وسلم: أنا ابن العواتك من سليم، هن ثلاثة نسوة من سليم: عاتكة بنت هلال أم عبد مناف، وعاتكة بنت مرة بن هلال أم هاشم بن عبد مناف، وعاتكة بنت الأوقص ابن مرة بن هلال أم وهب أبى آمنة أم النبى صلى الله عليه وسلم. (فالأولى من العواتك عمة الوسطى، والوسطى عمة الأخرى) وقال أبو عبد الله الطالبى العدوى: العواتك أربع عشرة: ثلاث قرشيات، وأربع سلميات، وعدوانيتان، وهذلية، وقحطانية، وقضاعية، وثقفية، وأسدية أسد خزيمة.

وفى معنى (العاتكة) قال ابن سعد: العاتكة فى اللغة هى المطهرة. وفى القاموس: العاتك أى الكريمة، ويقال أيضاً: امرأة عاتكة وهى المصفرة بالزعفران والطيب. وكما أوردنا سابقا أنه لم يكن النبى ليفخر بهن وهن كفار (مَنِ انْتَسَبَ إِلىَ آبَاءٍ كُفَّارٍ يُرِيدُ  بِهِمْ عِزًّا وَشَرَفاً فَهُوَ عَاشِرُهُم فىِ النَّارِ).

وأخرج أبو نعيم فى دلائل النبوة من طرق عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَمْ يَلْتَقِ أَبَوَاىَ قَطُّ عَلَى سِفَاحٍ وَلَمْ يَزَلِ اللهُ يُنقِلُنِى مِنَ الأَصْلاَبِ الطَّيِّبَةِ إِلىَ الأَرْحَامِ الطَّيِّبَةِ مُصَفًّى مُهَذَّباً؛ لاَ تَتَشَعَّبُ شُعْبَتَانِ إلاَّ كُنْتُ فىِ خَيْرِهِمَا)، وروى ابن سعد وابن عساكر عن محمد بن السائب بن الكلبى عن أبيه قال: (كتبت للنبى صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم فما وجدت فيهن سفاحاً ولا شيئاً مما كان من أمر الجاهلية).