وعن عبد الله بن عباس: أن هرقل الروم لما سأل أبا سفيان بن حرب عن نسب النبى فيهم فقال هو فينا ذو نسب فقال هكذا تبعث الأنبياء فى أنساب قومهم. فشرف النسب وطهارة المولد من شروط النبوة (كما قال الماوردى فى أعلام النبوة)، فهكذا جبلت الأنبياء على أن يكونوا من أشراف أقوامهم، فإن كان هذا هو حال الأنبياء فما بالك بصفوة عباده وخير خلقه وخاتم أنبيائه ورسله، فالله جل وعلا استخلصه من أطيب المناكح وحماه من دنس الفواحش ونقله من أصلاب طيبة إلى أرحام طاهرة؛ استخلصه ربه من أكرم العناصر واجتباه بمحكم الأواصر.

وقال الحافظ السيوطى: "فى هذه الأحاديث المتقدمة- بلفظها ومعناها- الدليل الواضح على أن آباء النبى صلى الله عليه وسلم وأمهاته إلى آدم وحواء مطهرون من الدنس ليس فيهم كافر أو مشرك لأن الكافر لا يقال فى حقه أنه مختار ولا طاهر ولا مصطفى بل الكافر نجس؛ كما فى قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَس﴾، وقد صرحت تلك الأحاديث بأنهم مختارون مصطفون وأن الآباء كرام والأمهات طاهرات .. فوجب ألا يكون فى آبائه مشرك". ولو كان من آبائه صلى الله عليه وسلم مشرك لما كان أفضل أهل قرنه وزمانه بل كان الموحدون فى زمنه خيراً منهم وهذا باطل لمخالفته الأحاديث الصحيحة باصطفائهم فى كل القرون؛ فوجب قطعاً أن لا يكون منهم مشرك لأنهم خير أهل الأرض كلٌّ فى قرنه - إذ المشرك لا يكون خيراً من المسلم بإجماع العلماء. بل إنه لعلو شرفه صلى الله عليه وسلم ولكونه خير خلق الله قاطبة فقد كانت تختار له الأمهات والآباء حتى يكون الأفضل على الإطلاق وفى ذلك يقول الإمام البوصيرى:

كيف ترقى رقيـك الأنبياء

 

يا سمـاء ما طاولتها سماء

لم يساووك فى علاك وقد حا

 

ل سنا منك دونهم وسناء

لم تزل فى ضمائر الكون تختا

 

ر لك الأمهـات والآباء

وأخرج البخارى فى صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُعِثتُ مِنْ خَيْرِ قُرُونِ بَنِى آدَمَ قَرناً فَقَرنَا حَتىَّ بُعِثتُ مِنَ القَرْنِ الَّذِى كُنْتُ فِيهِ) أى أن كل أصل من أصول الرسول صلى الله عليه وسلم من آدم إلى أبيه عبد الله: هو من خير أهل قرنه وأفضلهم ولم تخل الأرض منذ عهد آدم ونوح إلى بعثة النبى صلى الله عليه وسلم - ثم إلى أن تقوم الساعة - من مسلمون يعبدون الله ويوحدونه ويُصلون له وبهم تحفظ الأرض ولولاهم لهلكت الأرض ومن عليها، وفى ذلك ورد عن الإمام على بن أبى طالب مرفوعاً قال: (لم يزل على وجه الدهر فى الأرض سبعة مسلمون فصاعدا، فلولا ذلك هلكت الأرض ومن عليها) أخرجه عبد الرازق بإسناد صحيح.

 

هذه الصفحة عزيزي الزائر لموقعنا تخبرك عن جديد الموقع  و الاضافات الجديدة سواء كانت فقرات لأبواب موجودة حالياً، أو الأبواب التي تحت الإنشاء، أو جديد الموقع من صور أو غيرها، كما يسرنا أن نرحب باقتراحاتكم و آرائكم على العنوان البريدي لهذا الموقع
صور

 

 

 

 

الصفحة الرئيسية راسلنا آراء القراء خريطة الموقع